لعله صدق من قال أن مشغول البال لا ينام. نعم غفوت لساعة أو بعضها، لكني بالنهاية استيقظت. وها أنا. يقودني صداع يثقل على جفني بالأخص. أفكر: اشرب قهوة. لكنها الثانية. ليلا والكل نيام و الكون سكون ليس ثمة إلا الفكرة والكلمة معك، خاصة إن كنت مثلي. لا أعرف كيف أقولها كصفات، لكني أشعر بها بالكامل. لم الساعة الواحدة لا تكن الخامسة والعشرين؟ لم الليل ليس طويلا كتأثير عزف ناي للراعي الهندي الأحمر الأخير؟ لم ليس كصدى وتر بين جبال الصحراء بالشرق؟ أو كالمد في كلمة السماء بتلاوة نادرة للمن شاوي؟ ماذا لو كان اليوم قسمين متساويين من خمسين ساعة مثلا؟ أتخيل أنه لو كان ذلك، لقرأت في الخامسة والعشرين خمس قصائد ورسالة، وفي السادسة والعشرين أتأمل السماء مقتربا ومبتعدا كالناظر من أرجوحة. وفي التي تليها سأحاول النوم دون قلق مما ينتظرني في الصباح التالي أو الذي يليه! إن أكثر ما يشغلني حين الأزمات هو ماهية الأزمة ولم نتعرض لها وما تأثيرها النهائي على كل ملامس لها؟ تقول نجمة بالشرق: يا مسكين، ما ضرك لو انتظرت للثامنة والعشرين؟ كنت أيها الجاهل ستجد حلا وكنزا وقصة منتظرة! الصداع يغالبني. لم أعد أستطع حمل جفني...
ورقة بيضاء، وصداع، وصخب داخلي، ورغبة في مكان آمن. والكثير جدا من اللامعرفة.