هاي ! الثانية ليلا، أو صباحا .. لايهم ! سمعت أكثر من خمسين مقطع صوتي جديد في الأيام الثلاثة الأخيرة، واستسلمت في حلم غريب لنداء فتاة باكية على الضفة الأخرى للبحر، ولما اقتربت كان بوجهها جرح غائر أخبرتني أنه عضة أسد. استيقظت بينما صوت جدتي في أذني وهي تقول بينما تحذر من جارة مشهود لها بالحسد: عضة أسد ولا نظرة حسد. سألني عابر نصيحة في أمره، فأخبرته أنه قد خفي عني أمري، وأنا أولى الناس بي، كما أنه من قل نفعه لنفسه انعدم لغيره. فأبدى إعجابا لما أسماه بلاغة، فترحمت على أبي الطيب والرافعي، وتذكرت مقالة "إنه لطز" لمجاهدة الشام على منتديات الساخر قديما. انتبهت على سؤاله: طيب لا تنصحني، لكن ما رأيك بموجة ضعيفة قتلت رجلا على الشاطئ؟ رددت وبداخلي رغبة شديدة في الفخر: كأنه الصمت الذي يفضح المحب، والهجر الذي يخبر كم هو غارق في سكرته ! انقطعت من هذياني على بكاء ولدي، وعلى أصوات سيارات تعبر الحي تخبرنا بأن عروسين للتو سكنا في البناية المقابلة.
ورقة بيضاء، وصداع، وصخب داخلي، ورغبة في مكان آمن. والكثير جدا من اللامعرفة.