هاي !
الثانية ليلا، أو صباحا .. لايهم !
سمعت أكثر من خمسين مقطع صوتي جديد في الأيام الثلاثة الأخيرة، واستسلمت في حلم غريب لنداء فتاة باكية على الضفة الأخرى للبحر، ولما اقتربت كان بوجهها جرح غائر أخبرتني أنه عضة أسد. استيقظت بينما صوت جدتي في أذني وهي تقول بينما تحذر من جارة مشهود لها بالحسد: عضة أسد ولا نظرة حسد.
سألني عابر نصيحة في أمره، فأخبرته أنه قد خفي عني أمري، وأنا أولى الناس بي، كما أنه من قل نفعه لنفسه انعدم لغيره. فأبدى إعجابا لما أسماه بلاغة، فترحمت على أبي الطيب والرافعي، وتذكرت مقالة "إنه لطز" لمجاهدة الشام على منتديات الساخر قديما. انتبهت على سؤاله: طيب لا تنصحني، لكن ما رأيك بموجة ضعيفة قتلت رجلا على الشاطئ؟
رددت وبداخلي رغبة شديدة في الفخر: كأنه الصمت الذي يفضح المحب، والهجر الذي يخبر كم هو غارق في سكرته !
انقطعت من هذياني على بكاء ولدي، وعلى أصوات سيارات تعبر الحي تخبرنا بأن عروسين للتو سكنا في البناية المقابلة.
"الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان. كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...
تعليقات
إرسال تعليق