مرحبا.. دائما ما أجد بذهني صورة لرجل يجلس بجوار نافذته. النافذة نصفها مفتوح والآخر الجزء الأعلى منه منكسر. يجلس ناظرًا للفراغ. متأملًا ربما، أو لعله منتظرا.. امرأة أو مَلَك أو ربما غيمة. الأضواء توحي إما أن الوقت شروق أو غروب. أميل إلى كونه غروب. فمجلسه للتأمل والسكون لا استقبال ليوم آخر. الرجل يرتدي قبعة، ولا يستند بظهره على الكرسي بل يميل إلى الأمام مشبكًا يديه أمام بطنه. لا أدري هذه الصورة للوحة ما رأيتها أم أنها مجرد أمنية أخرى؟ أمنية معلقة. أفضل أن يكون مسكنه من الخشب، ومستقبلا غابة ما، ولديه حيوانات للعمل والحرث وتهدئة النفس. سيذهب إلى البلدة القريبة كل أسبوع. يشتري أوراقا وأقلاما كل مرة. وعلى مات متتالية يجلب بندقية صيد، ثم ساعة حائط كبيرة لها بندول، يكتشف انه معطل عند العودة، فيجلب في المرة القادمة ترسًا خاصًا للإصلاحه، فيفسد الساعة بأكملها، ثم يشتري ساعة رملية. يسرق نظرة على امرأة في المرة الرابعة، ويختبئ من بريق الأعين المسلط عليه، ويحاول كثيرًا ألا يرى نفسه في زجاج أعينهم. مرة أخرى يشتري قميصًا، ثم بنطالا، وكلما احتاج شيئًا من ملبسه بدله. ليس مسرفًا، فهو يجلب مايريد فقط...
ورقة بيضاء، وصداع، وصخب داخلي، ورغبة في مكان آمن. والكثير جدا من اللامعرفة.