كيف حال القارئ حينما ينتهي من قراءة كتاب؟ بالنسبة لي تتنوع المشاعر في هذه الليلة بتغير الكتاب أوكاتبه. فمن الكتب ما لاتريده أن ينتهي، ومنها ما يفتح لك المنافذ والأبواب إلى كتب أخرى وعوالم أكبر، ومنها ما يجعلك تلفظ أنفاسَ من انتهى أخيرًا من شيء ثقيل عليه، ومنها ما يجعلك تقف مع نفسك وتراجعها وتضع قدمك مرة أخرى على الطريق التي اخترتها يومًا ثم انحرفت. "أباطيل وأسمار" من هذه الكتب. كما كانت "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" للأستاذ رحمه الله منها. فإني وبعد فترة طويلة كنت أتردد فيها على الكتب بغرض الاطلاع والمعرفة وحسب دون بوصلة أو هدف محدد غير هذا الهدف " الاطلاع وحسب، والاستمتاع وحسب" وكنتُ فوق ذلك أضع هذا الهدف في مكانة عالية وأزينه إما بجملة تجعله كأنه يخرج من مشكاة الحكمة، أو بنبرة الواثق أن هذا هو الهدف ولا هدف غيره، أو على الأقل هذا أحد الأهداف العظيمة من القراءة والاطلاع. وربما هو كذلك بالفعل، لكني لم أعد أرى الأمر من هذه الناحية، وليس ذلك بعد أو أثناء قراءة الكتاب، بل قبله بقليل. أنا قارئ من أبناء الأزهر، درستُ فيه وأحببتُ اللغة العربية وديني وكل ما...
ورقة بيضاء، وصداع، وصخب داخلي، ورغبة في مكان آمن. والكثير جدا من اللامعرفة.