التخطي إلى المحتوى الرئيسي


أود أكثر من أي وقت مضى أن أقول أشياء كثيرة. ربما لاتعني أي شيء على الإطلاق لغيري، لكن الرغبات لا تحاكم ولا تصادر. مثلا أود الآن أن أخبر العالم بأسره أني أحبُ الليلَ ولا أحب الأرق. وأرغب بالخلود ولا أحب الناس ولا التقدم في السن. ربما أيضا أهمس في أذن المليارات بأنني أقنع بالقليل، قد أتصور أنه ثمة أذن كبيرة بحجم جزيرة أتحدث عبرها مرة واحدة وحسب. هذا يبدو سهلا حقا. إنه يشبه أن تكن أحد هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم التحدث إلى أي أحد بأي وقت.. حتى أنه يخيل إلى البعض منهم أنه إله. لا يهم..

ملحوظة: من الأفضل ياصديقي الساهر اختيارا أو مرغما أن تعيد قراءة كلماتي مرة أخرى بسرعة كتابتها.. كأنك من تكتبها فتقرأها على مهل، ثم تضع حالتك الشعورية مع الكلمات، فيساعدك همسك وشهيقك وزفيرك، وعندئذ نكون قد اشتركنا في شيء لا أحد يدري متى بالضبط سيحدث هذا الأمر ثانية!
هيا، اذهب ثم عد..
لما لم تفعل؟ هيا، لن يطير بقية كلامي، ثم إنه كلام عادي جدا على أية حال..
لدي رغبة جديد الآن.. وهي أن أسبح مع ذئبي المشتهى بين الكواكب، ثم نستقر على كوكب مناسب به احتياجاته منفصلة عن احتياجاتي حتى لانضطر إلى ممارسة نظريات الأرض ثم نتنافس والبقاء للأقوى. كأن يصير هو نباتيا مثلا.. يمكننا فيما بعد أن نفعل حملات لدعم النباتيين وهو سيجد بها رغبة خوفا مني عليه، فيحضني على تناول النبات سويًا.. ربما نفكر في أمور جديدة مبتكرة يحكمنا بها الكوكب الجديد، كأن نفكر في كل المعتنقات على الأرض فأطرح عليه سؤالًا: هل علينا أن نلتزم هنا بمعتقدات الدين والقوميات والحضارات واللغات الأرضية؟ هل ثمة من كل ذلك ما هو غير أرضي؟ لمعرفتي به أعتقد أنه سيعوي ناظرًا إلى الفضاء، فأشاركه الرأي بأن حسبنا أننا وحدنا والله يعرف ذلك، فطالما ليس ثمة بشر معنا فإنه ليس هناك اختبارات.. أتمنى عند الحساب أن يخبرني الله عن هذا الخاطر أنه ضحك منه.
هل لازلتم تقرأون بنفس الطريقة؟
لاتخالفوها، هي وصية حي افتتن مرة، وتركه ملك الموت غير مرة، ولازال قلبه ينبض بطريقة لا تناسب تخيله أنه تيبس..!
(كوكب).. هذه اللفظة برزت بخاطري، فكتبت ما بالأعلى عن رحلتي مع ذئبي.. ولازال بأذني دوي القاء أحدهم لبيت الشعر:
أرق على أرق ومثلي يأرق .. وجوى يزيد وعبرة تترقرق
أتساءل ماذا لو برز لفظ آخر؟ كتاب مثلا!
هل أتحدث عن الكتب التي لم أقرأها؟ أم عن الكتب التي قرأتها لأن منها يخرج الشوق والشوك؟
أظن أنني كنت لأتكلم عن الإهداءات بصدور الكتب.. عن الغريب منها والمميز، ثم عن المختلف..!
ماذا لو برزت لفظ مختلف؟
عن أصدقائي المختلفين؟ أم عن أفكاري الغريبة التي أخبرتني صورتي القديمة أن بعضها يضعك على شفا اللاشيء، وما من أحد وصل لما تظنه طريق الوصول..!
أخبروني: كيف يصل من يفكر ويفكر دون أن يشارك أفكاره لأحد؟
كل هذه الأفكار بدأت في الهجوم علي الآن.. كأن ذئبي قد أنشأ قطيعًا بصورة ما فهي تجري نحوي، فأهرب..
إنني بينما أكتب ذلك أشعر بذلك الشهيق والزفير المتعاقبين بسرعة متزايدة..
مفترضا أنك تشعر بذلك الآن، ولكني لا أحط بالأمر خبرا...!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجمال في كل شيء.

 "الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان.  كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...

ميراث الصمت والملكوت

 قرأت للكاتب منذ سنوات مقالة "بئس هذا الناس" وهي من النصوص القليلة التي ظلت بالذهن لفترات طويلة، ثم سمعت عنه كثيرا فيما بعد، وعن قلة ماينشره رغم مايبدو من براعة نصه، ووجود مايمكنه قوله. وهذا أشد ما يجذبني في كاتب. الكتاب جميل، ورغم أني لست بنفس الانبهار القديم عند قراءة المقالة مرة أخرى، إلا أني أمام قارئ من العيار الثقيل. وهذا أكثر ما قد يعبجني في أحد. لدي حلم واحد فقط في الحقيقة، وكثيرا ما أقول من أين أبدأ به؟ ووجدت مثيلا لهذا الحلم بالكتاب، كما أن من الجمل المميزة التي علقت بذهني من الكتاب هي: أول خطوات تنفيذ الحلم هو أن تستيقظ منه. ومن المفارقات اللطيفة أن الكاتب تعرض لفكرة المفارقات هذه بإحدى المقالات. قرأت الكتاب باتفاق مع بعض الأصدقاء كقراءة جماعية، لكني  جائع للقراءة، وللهروب من واقع حياتي الحالي. سأسألهم عن الرأي طبعا، لكن لا أظن الكاتب ترك مجالا لهكذا فكرة. فهو طارح لأفكار وخواطر عديدة، تحير من يريد أن يحلل. سأتجه لمتابعة إنتاجه إن شاء الله. وإلى رحلة أخرى.