التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٤
 مرحبا، كلما أطالع بالسيرة الشريفة وعند الوصول لحدث الهجرة تراودني نفس الأسئلة، إلا أني وصلت لإجابة مرضية فيها. ما وطن المرء الحقيقي؟ ما معنى أن ينتمي الإنسان لمكان محدد، وبقعة معينة من الأرض؟ أتفهم أن يشعر الإنسان بالحنين والحب وشيء من الانتماء للأماكن التي صنعته وشكلته وله فيها غدوة وروحة وذكرى وحادث وحديث. كل هذا متفهم. لكن غير المفهوم عندي هو أن يقيد الإنسان نفسه بموطن محدد ووفق فكرة غريبة وحدود مرسومة وربما وفق تقسيمات إدارية هدفها الوحيد تنظيم وترتيب أحوال الناس، لا إشعارهم بأني منفصل تماما عن هذه القرية المجاورة لأنها تتبع محافظة أخرى..! في حدث الهجرة هذا وذاك من الواضحات. فسيدنا بلال بن رباح وهو الحبشي الذي عاش بمكة ولم يصلنا فكره أنه اراد يوما الرجوع الحبشة خاصة بعدما أصبح حرا وكانت هناك هجرة إليها. ثم هو نفسه لما اشتد به مرض بعد هجرته، يقول بينما بالمدينة: ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةٍ ... بفخٍّ وحولي أذخُرْ وجَليل وهل أرِدنْ يوماً مياهَ مَجَنَّةٍ ... وهل يَبْدوَنْ لي شامةٌ وطَفِيلُ فهو يشتاق لأماكن مكة وأسواقها رغم أنها ليست "موطنه" الأصلي بلغتنا هذه الأيام، ومع ما...
 الآن يمكنني أن أقول ما أشعر به بالفعل. قليلةٌ هي تلك الأوقات التي يخالجني فيها هذا الشعور. يمكنني مثلا أن أكتب قصيدة من تخيل مزيج صوتك ونظرتك. أو نظم قافية تزيد من جذوة الغضب داخل كل حر فتنطلق القوافل والكتائب لفعل عف عنه العجزة والكسلة ممن لهم أمر ونهي. أو لعلي أصرح برأيي في الكتب التي قرأتها، والناس الذين كتبوها ولا يهمني بعد ذلك كل الأصوات التي تعتبر ذوقها هو ذوق الناس، ورأيها هو الطريق الذي لا حيد عنه. ثَم أمر آخر، لن أقوله بالطبع..! ولا أدري لم كنت وإلى وقت قريب أفكر أي الناس أخبره بذلك؟! لاغنى لأحد عن كل أحد، والناس للناس.. هذا واقع أعرفه وأعيشه، وإن كانت رغبتي الأولى في الدنيا أن أنقطع عن الجميع بلا استثناء، حتى نفسي التي بين جنبي. فكيف السبيل لذلك؟! في رحلات البحث عن النفس في الحياة والناس، تجد بعد مرور العمر وبعد وقوع الخطب أنه ماكان يجب أن نقع بهذا الأمر، أو نقطع هذه الرحلة، لكن سبق السيف العذل. فيتحول مسار الرحلة قليلا للتعامل مع الأمر الواقع بدلا عن استكمالها واصلاح ما أفسدناه سابقا. ياللعجب، نمضي في حل معضلة والبحث عن سبيل يمنع حدوثها فيما بعد، فنقع في أخرى، كأن أفعال...