التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٤

القوازق

  رحلة انتهت. القوزاق. ليست مراجعة للرواية بقدر ما يمكن أن تكون طرفا من الأشياء التي شعرت بها في الفترة من 11 حتى 14 ربيع الأول 1446." يجب ألا أقرأ الروايات بعد الآن. أو ربما يجب ألا أقرأ غيرها. شغلني للغاية ديمتري (أولينين) في سعيه وبحثه عن السعادة أو المعنى أو ربما نفسه. فمن ناحية هو يبحث عنها في الأماكن التي أتخيل سعادتي فيها، ومن ناحية أخرى يشغلني حاله مع المرأة التي تشغله. أو لعل المرأة نفسها تشغلني. في أي قراءة لي برواية وعند النقطة التي تجذبني، أنتقل بكاملي في عالمها، متخليا عن الشعور الأوحد بشخصيتي الأقرب، أو البطل نفسه، للشعور العام بكل مشاعر الشخصيات. هل لأحدكم المقدرة على أن يتخيل كل هذه التداخلات والتفاصيل، ومقارنة الحدث بزمانه ومكاني بزماني أنا ومكاني الحالي، أو زماني ومكاني المتخيل؟! في زماني ومكاني هذا عالم كامل به كل من أحب من القصص ومن الحياة من قابلتهم ومن لم أقابلهم بعد، عالم مخصص فقط لمن أحبهم. ورغم حبي للعديد إلا أنه لم ولن يزدحم أبدًا. ليس ثمة مكان أكثر اتساعا من خيال قارئ غريب عن عالمه. بالأمس حلمت بأولنين. كأنني هو أو أني أراقبه ملاصقًا...! لكني كنت متأكدا ...
يا مصطفى.. أتيت لأكتب  إليك لأنك وحدك تدرك كل شيء عن داخلي. تعرف أن اللفظ المكتوب هذا ليس مجرد أحرف متشابكة، لكنها روح مشتعلة، وغضب كامن. لم يعد يحركني إلا الغضب وامتلاء الداخل..! وياللسرعة التي يمتلئ بها هذه الأيام!! بتُ أسمع يا مصطفى الأمور التي لم يكن يقولها الأهل والأصدقاء المقربين. أمسيت أستغرب نفسي والناس والحال. هل أنا حقا كما يقول هؤلاء الغرباء؟ أحقًا بي هذه الصفات؟ كنت أعتقد أنه لا شيء منها قائم ولا أمر حقيقي. تعرف يا مصطفى؛ بداخلي تجاه الغضب المشتعل هذا بعض امتنان. نعم! لأنه الشيء الوحيد بهذه الأيام الذي أجدني مستنفرا معه، ومتفاعلا مع بعض الأمور على حقيقتي. أشعر بأني إنسان. من المؤسف أن الشعور بالإنسانية أصبح غائبا، ثم أمسى حاضرا مع الغضب وحسب. أود أن أقول الكثير والكثير والكثير. أود أن أفرغ ما بداخلي. لكن لم أعد أستطع. عرفت عنك نفس الأمر مؤخرا بالمناسبة. نقل لي البعض قولك أنه ما عاد بمقدرتك وصف مابداخلك فعلا. آه يا مصطفى .. كنت ترغب في الناس وترغب عنهم، ونفسك التي بين جنبيك باتت ترغب عنك أيضًا. غربتك دائمة. تعرف؛ سمعت اليوم وردة تغني: مانفع ورد فوق قبري ينثر؟! دخل ر...