يا مصطفى..
أتيت لأكتب إليك لأنك وحدك تدرك كل شيء عن داخلي. تعرف أن اللفظ المكتوب هذا ليس مجرد أحرف متشابكة، لكنها روح مشتعلة، وغضب كامن.
لم يعد يحركني إلا الغضب وامتلاء الداخل..! وياللسرعة التي يمتلئ بها هذه الأيام!!
بتُ أسمع يا مصطفى الأمور التي لم يكن يقولها الأهل والأصدقاء المقربين. أمسيت أستغرب نفسي والناس والحال. هل أنا حقا كما يقول هؤلاء الغرباء؟ أحقًا بي هذه الصفات؟ كنت أعتقد أنه لا شيء منها قائم ولا أمر حقيقي.
تعرف يا مصطفى؛ بداخلي تجاه الغضب المشتعل هذا بعض امتنان. نعم! لأنه الشيء الوحيد بهذه الأيام الذي أجدني مستنفرا معه، ومتفاعلا مع بعض الأمور على حقيقتي. أشعر بأني إنسان.
من المؤسف أن الشعور بالإنسانية أصبح غائبا، ثم أمسى حاضرا مع الغضب وحسب.
أود أن أقول الكثير والكثير والكثير. أود أن أفرغ ما بداخلي. لكن لم أعد أستطع.
عرفت عنك نفس الأمر مؤخرا بالمناسبة. نقل لي البعض قولك أنه ما عاد بمقدرتك وصف مابداخلك فعلا.
آه يا مصطفى .. كنت ترغب في الناس وترغب عنهم، ونفسك التي بين جنبيك باتت ترغب عنك أيضًا. غربتك دائمة.
تعرف؛ سمعت اليوم وردة تغني: مانفع ورد فوق قبري ينثر؟!
دخل رأسي في متواليات من التفكير ليس لها داع، لأني كنت أهرب من إجابة السؤال. فعلًا.. ما نفع ورد فوق القبر؟! أليس المرء منا جدير به قبل مشيته الأخيرة؟!
تعليقات
إرسال تعليق