مرحبا، أنا مصطفى، وهنا كل ماقلته سابقا تحت هذه التحية: مرحبًا .. أنا مصطفى. عبرتُ سن الثلاثين فجأة. لم أتوقع ذلك بالمناسبة، كانت أمنيتي أن أموت شهيدًا وقد سمحت الظروف بذلك مرارًا لولا تأخر، وكنت أتوقع أنني سأموت بالضبط عند التاسعة والعشرين. لا أكره الناس، إنما هذي الأفعال التي تصدر منهم ليست من قبيل إعمار الأرض، ولا الحرص على الآخر، لذا أفقتد جدًا لحظاتي مع حيوانات جدي في الحقل بعيدًا .. هناك حيث تمنيت قائمتي بالكامل .. حياة مع الزرع والماء والحيوان، ولم أتمنى شيئًا عليهم فيما بعد إلا مصاحبة ذئب أبيض، و مسير كل حين إلى أطراف مساكن الناس فأسمع الناي، وأعود لأنام في كوخ من القش. كنتُ حريصًا في البدايات على اكتساب الكثير .. الناس والمهارات والمال، والآن أكره كل ذلك السعي القديم. لمّا لم أمت عند التاسعة والعشرين صرت أتمنى أكثر .. أذكر رغبتي في الحصول بالإضافة إلى مصحفي بالحجم الصغير الذي به معان الكلمات وأسباب النزول، وكتابي وحي القلم وبلدي، ورواية وحيدة لم أعرفها بعد لأن كل ما قرأته لا أعتقد أنه يصلح لرحلتي ألأخيرة، فبالإضافة إلى ذلك أتمنى فقط الحصو على آلة كمان وساعات من الوحدة. هذا...
ورقة بيضاء، وصداع، وصخب داخلي، ورغبة في مكان آمن. والكثير جدا من اللامعرفة.