مرحبا، أنا مصطفى، وهنا كل ماقلته سابقا تحت هذه التحية:
مرحبًا ..
أنا مصطفى. عبرتُ سن الثلاثين فجأة. لم أتوقع ذلك بالمناسبة، كانت أمنيتي أن أموت شهيدًا وقد سمحت الظروف بذلك مرارًا لولا تأخر، وكنت أتوقع أنني سأموت بالضبط عند التاسعة والعشرين.
لا أكره الناس، إنما هذي الأفعال التي تصدر منهم ليست من قبيل إعمار الأرض، ولا الحرص على الآخر، لذا أفقتد جدًا لحظاتي مع حيوانات جدي في الحقل بعيدًا .. هناك حيث تمنيت قائمتي بالكامل .. حياة مع الزرع والماء والحيوان، ولم أتمنى شيئًا عليهم فيما بعد إلا مصاحبة ذئب أبيض، و مسير كل حين إلى أطراف مساكن الناس فأسمع الناي، وأعود لأنام في كوخ من القش.
كنتُ حريصًا في البدايات على اكتساب الكثير ..
الناس والمهارات والمال، والآن أكره كل ذلك السعي القديم.
لمّا لم أمت عند التاسعة والعشرين صرت أتمنى أكثر ..
أذكر رغبتي في الحصول بالإضافة إلى مصحفي بالحجم الصغير الذي به معان الكلمات وأسباب النزول، وكتابي وحي القلم وبلدي، ورواية وحيدة لم أعرفها بعد لأن كل ما قرأته لا أعتقد أنه يصلح لرحلتي ألأخيرة، فبالإضافة إلى ذلك أتمنى فقط الحصو على آلة كمان وساعات من الوحدة.
هذا الخيال أزال بعض الوحشة، فكيف الحال بتحققه؟
أبحث كثيرًا عن الخلاص المنشود، والجميع يعرف أني أردد هذا دائمًا، لكن ربما لا أحد يعرف أني .. أني ..
آه، أخشى قولها!
محاطة بإطار من المنع عنوانه: ليس بعد، فلا شيء يهم، ولا أحد يهتم.
19 نوفمبر 2019
...
مرحبًا ..
أنا مصطفى .. تعرفون بالطبع الإسم، وبعضكم يعرف الرسم ..
أحب أن تُلتقط لي الصور، ولدي مكتبة عظيمة من الصور ليس لي فقط، بل لكل شيء تقريبًا .. بإمكاني أن أضع تأريخًا بواسطتها لمعظم حياتي مؤخرًا .. تحديدًا من العام 2006 .. ربما لأنه العام الذي امتلكت فيه حاسوبًا ببيتي ..
وحينما أقول حاسوبي وبيتي فهذا لا يعني أن الملكية كاملة لي .. فالبيت لأبي والحاسوب بماله ومناصفة -اعتبارا- بيني وأخي.
أحب أيضًا أن أعد النجوم كل ليلة ولا أمل من عدم الإكمال .. بعضكم يعرف نجمتي بالشرق .. كل ليلة عندما أصل لها أودعها العدد الذي وصلت إليه حتى يمكنني الإكمال ثم أجمع الرقمين فأدوعها الرقم الجديد وهكذا ..
اليوم يذكرني بساعة مضت منذ ليلتين تقريبًا .. كنت أعدُ وعندما وصلت لها كان الغمام قد أخفاها. لم تكن الليلة باردة.
غمام أم أتربة؟
أي حجاب أخفى ملامحها؟
يُقال في الأثر أن من أراد شيئًا بقوة أتاه.
نمتُ وفقدت العد، وفي الأحلام رأيت حديقة البرتقال التي كانت خلف أرض جدي.
في هذا المكان تحديدًا لدي عديد من الذكريات ..
مكتبة المدرسة، والنشاط الصيفي ..
أرض جدي ..
حديقة البرتقال بالخلف ..
شجرات التوت الثلاث ..
إطعام البهائم والشعور بالإرتباط مع الأرض ..
"نحن أبناء الأرض" ..
من أي نص هذه الجملة الأخيرة؟
أظن أنها من رسالة فان جوخ الأخيرة، لستُ متأكدًا. أم هي من كتاب لغاليانو؟
كتاب "أطفال الزمن" تحديدًا! أو "أبناء الأيام" في ترجمة أخرى !
ظني عن الرسالة أقوى، وحضور الكتاب هو فقط لأن صديقًا ذكر أن اشتراه أمامي ..
..
أحب الكتب القديمة، لدي حالة من التعلق بها لاوصف لها!
الشعور بها في يدي، يشبه تمامًا الشعور بعد أول ...... !
أقول ذلك مدفوعًا بالرغبة التي تملؤني الآن بعدما كلمني قريب عن أنه حصل على "الاخوة كارامازوف" طبعة دار رادوغا.
أحب هذه الطبعات جدًا، هي وطبعة دار التقدم.
لماذا أخبركم بذلك؟
آه، ربما يندفع أحد لديه طريقًا لطبعة منهم فيقول: هي لك هدية؟
مدهش ! أعرف أن الأمر صعب جدًا .. لكنه يظل مدهشًا !
في الدنيا .. لا لا ..
في الحياة .. في الحياة ناس هكذا .. يعطون دون مقابل، يسيرون بين الناس يربتون على الأكتاف وينظرون أين يمكنهم إنقاذ أحد أو اسعاده فيتقدمون طوعًا ..
كم قابلتُ منهم أنا؟
العديد !
لدي قائمة طويلة، ولا أعتقد أن لديكم وقتًا يسع لذكرهم ..
أنت، أيها القريب الذي تحدث نفسك: هل أنا منهم؟
بلى أنت منهم، كن واثقًا من ذلك ..!
يا إلهي !
ما هذا الشعث بالأعلى؟
(أتمنى أن تكون كلمة "الشعث" مناسبة، فآخر مرة استخدمتُها كانت في اختبار تعبير حصلت فيه على درجة دنيا)
طيب، يمكنني أن أحيكه برفق وأقول لكم الآتي:
هلا، أنا مصطفى، لا أتحدث كثيرًا، ولكن ان أعطيتني مساحة بيضاء وأي انفعالة سأخبرك بكلام كثير هو مجرد تدفقات لحظة شعورية عابرة، ونصيبك أنك مررت من هنا ..
فكن راضيًا بما قسم الله لك، تكن أغنى الناس !
ثم إنه قد حللتَ أهلًا، ونزلت سهلًا ..
والسلام.
1 ديسمبر 2019
-------------
مرحبا..
أنا مصطفى. أحب أن يكون لي بيت واسع أثاثه قليل أو بصيغة أخرى يكون قدر الإحتياج وحسب تقيم فيه العائلة بأكملها. أمامه حديقة أرعاها بنفسي. كنت أفضل أن أبدأ في عامي السادس بزراعة شجرة جديدة كل عام في الحادي والعشرين من يناير حيث توقيت مولدي. أيضا أظن أنه سيكون من اللطيف أن تقوم ساعتي وأنا أزرع واحدة منها.
في كل ليلة أجمع الأصدقاء أو الأهل أو الجيران بجلسة صغيرة لمدة ساعة. نتكلم فيها عن كل شيء.. عن أشجار الزينة والبنايات الجديدة في القرية وعن القارئ الذي كان بعزاء ما، وعن سيرة الراحل ومواقفه الحسنة وأحوال أهله من بعده، وعن خطط العام بأكلمها، ونية الصيد بعد ليلتين وتوزيع المهام من الآن.. ستدور كؤوس الشاي والقهوة والمياه الباردة كيفما يريد أي حاضر.. ننتبه سويا لصوت قادم من مكبر الصوت لنعرف من آخر الراحلين، ونقيم عزاء له بقلوبنا ثم ننهض للوقوف بجوار أهله.
كنت في الغالب سأجلس كثيرا في مكتبتي، أقرأ أول ما يقابلني، وأحكي ما لدي لأول قادم..!
تقول الأغنية الآن:
فقلت نورتني يا خير زائرة ** أما خشيتي من الحراس في الطرق؟
بالتأكيد كنت سأظل عالما حينها بقواعد النحو واللغة فلا أرتبك الآن وأنا أضع كلمة ولا أعرف هل هي صحيحة هكذا أم لا..كنت سأتنافس أيضا في مسابقات الإعراب وألغاز الفقه والمواريث والرياضيات.
كنا سنسمع كل الصوتيات القديمة دونما انقطاع. أي تلاوة سنخشع لها طواعية، وأي حفلة غنائية سندير المشروبات والأحاديث معها. أحاديث الحب والذكريات ربما.
أنا مصطفى. أجلس الآن على مقعد في ركن مظلم، أكتب عن أحلام لازالت لدي، وأفكر منذ ثلاث كيف أحدد معيارا أختار به من بين (ألف ليلة وليلة - الإلياذة - الحرب والسلم) لأبدأ في مطالعته.
أيضا وبالمناسبة، أنا مشغول دائما بالموت، ولدي رغبة أن اعقد اتفاقا مع الله بأن أطلب شيئا لكن لم أصل بعد إلى ما يمكنني تقديمه.
6 مايو 2020
....
مرحبا،
أنا مصطفى، بهذا أنادى وأعرف ويشار إلي وإلى أولادي. هذا ما أُعرف به اسما، وما آمل أن أملك صفة من هذا الإصطفاء بأي موطن أو مكان.
تعرفون عني أيضا أني أحب بلاد وسط آسيا وأتودد إلى هناك بصورة أو كلمة عن البشتون مرة ومرة عن تلال واكواخ تطل على أنهار.
يشار إلى بالقهوة أيضا.. أعرف أعرف..
بالمناسبة لك عزيزي أن تتخيل ان أمامي كوب قهوة الآن لكن في الحقيقة لا شيء أمامي، ولا شيء أملكه حاليًا إلا أغنية عن الهجر مرت ببطء مثله تماما.
هذا ما تعرفونه، لكن ما لا تعرفونه كثير.. أليس كل واحد منكم له ما يخصه؟
أنا أكره أشكال الحياة الحالية والتي يبدو أن تغييرها على الفرد منص الصعاب.ليت شعري من يعيد لي لحظة قرار من القرارت المصيرية بعلم اللحظة الحالية؟
كان يمكن أن ألتصق بالأرض أكثر بينما أتواجد في الحقل مع خالي، أو أطيل السباحة في (الترعة) التي تمر أمام أرض جدي.. ربما كان علي ألا أشمر بنطالي وملامسة ماء النهر وحسب بقريتي.. كان يجب ان أقطع المسافة في الماء حتى القرية المقابة ثم أعود.. كان يجب في لحظات أخرى أن آكل من كل توت القرية الذي ينبت على امتداد طرقها، فأصير مرتبطا بها أكثر وأكثر، وما من موضع إلا ولي فيه دبيب قدم ولا في جسدي إلا ملامسا لجزع أو ورقة.
كان يجب أن أظل إنسانًا..
أرق للآيات، وللوتر، ولحكايات الشهداء والأمجاد والحب، وأحزن من الفراق، وأفرح لكل من يسعد، وأمضي أوزع البسمات على كل الناس.. كان يجب أن أكون نبيًا.
مما لاتعرفونه عني أن لا أحب الفضول على أحد، وما إن أتذكر موقفًا به ظنية الفضول أكره نفسي واللحظة وأتخيلني والأرض تبتلعني، أو أنني أمحو الزمن وكل ما أظنه زلة إثر زلة..
ماهذا؟
أأدعي النبوة وانا أقر بزلاتي؟! أي حماقة هذه!
لكم توالت أمنياتي نفسها وزلاتي نفسها..
تقول الأغنية الآن: فكم توالى الليل بعد النهار .. وطال بالأنجم هذا المدار.
9 يونيو 2020
تعليقات
إرسال تعليق