أحاول الصمت للأبد. أفشل. أجلس على الرصيف متجنبا نظرات الآخرين، و مختبئا من ملك الموت. لن أفلح. أنظر إلى الحياة و الإختيارات بعين كانت تظن أنها متأملة دارية عن الحال والتفاصيل. أشعر ببردوة الخواء. أتكأ على ذكرى مشوشة وأحاول جاهدا إكمال الصورة. قبل البلوغ والتكليف كان صوت من مذياع يغني، وكنت أحمل دفترا وقلما. لا أذكر وجهتي، ولا الأغنية. جاهدتُ في إستحضارها كاملة فلم أفلح. اكتشفتُ أني لستُ بذاكرة مثقوبة وحسب. بل بقلب قلق، وعين غير سليمة وشيء ما يجعلني أخشى من الشعور.
ثم أتخيل ..أسير على رمال بأطراف الأصابع. أتعمد الخفة فكما أني لا أطيق قيدا، فلا أرضى لأحد وإن كان كوكبًا أن يشعر بوجودي. أتردد على ساحة فيها قليل من الناس. يجب أن أحبهم. أشتري منهم كلمة طيبة وعناقا وأقدم طلبا بتكبير صوت الناي عند سمرهم، ثم أعطيهم ما أملك من حكايا متبقية. هي الحكايا التي تخبرني بها نجمتي بالشرق.
وأريد ..
أن أكون خفيف الحضور، وخفيف الغياب، وخفيف الرحيل.
تعليقات
إرسال تعليق