مساء الفل ..
وعدتك أن أرد عليك هناك، وبالفعل دخلت، لكني شعرت برهبة. كأن المكان أصبح غريبًا، تخيل في دقائق بسيطة نسيت الهدف من الدخول وانسحبت لداء الإسكرول ومضيت أفر من منشور لصورة إلى فيديو، ولما انتبهتُ حمدتُ الله قبل أن أضغط أول تفاعل. هذا الأسر يجب أن يمضي كما هو مخطط له. أسبوع من الآن تقريبًا وأنا لم أتصفح تلك الصفحات. فتحت الماسنجر مرة أو مرتين، لا أذكر واستقبلتُ عددًا من الأصدقاء أتساءل ما الإنطباع الذي سيأخذونه عن هذا الحساب الصامت؟ هل يتساءل الناس عن الميت؟
في مرة منهما، استغربت صورة غلافي الداعية إلى الأمل: "ولسه قلبه لم يتعب من المشاوير"، لا !! قلبي تعب. مسحتها، ولولا شاكر في الصورة الشخصية لحذفت إبتسامتي المصطنعة هناك.
رأيت ماكتبت وماكتبه عبد الله !
يا إلهي هذا كلام طيب، والتعليقات عليه طيبة، لماذا لم أرد؟ لما لا أتفاعل مع الناس وأقترب؟
منذ صغري يا أحمد وأنا أهرب وأفر وأمضي إلى نفسي. ربما أضع "الهروب" مع " الإنتظار" كعنوان لحياتي.
أبلغ الناس غن استطعت عن بالغ إمتناني والله لما قالوا، وليدعوا لي !
لم أتجرأ على مطالعة الرسائل، ولا الإشعارات .. شعرتُ بخطرٍ من تلك النداءات الحمراء.
بالمناسبة، سأخبرك بأمر بخصوص حساب صراحة الجديد الذي لم أشاركه بقدر الآخر ..
زعمت لنفسي أن نشره وإجبار الناس بشكل ما على المراسلة ليس ذا قيمة. قلت: من يريد التواصل معك سيفعل حقًا،وتخيلت الآتي، فتخيل معي:
تأتي على بال أحدهم، فلا يكتفي بفكرته عنك ولا دعوة سريعة، فيدخل إلى صفحتك. تخيله يكتب اسمك في البحث، فيظهر لك من أول حرف .. إنه يبحث عنك كثيرًا .. أنت ماكث في صفحته وقلبه، يدخل ليجد آخر مشاركة لك منذ زمن، فلا يكتفي، يقول: أسأل عنه الأصدقاء؟ أم أراسله؟ هنا تكمن لحظة إفتراق .. أحد هم سيفعل ماقلت، وغيره يجد أمامه الرابط بعد بحث في الحساب عن أي وسيلة تواصل أخرى !
ربما يجد الهاتف أو الإيميل أو حساب صراحة، فيرسل مايريد ! انتظر ..
صراحة لا يظهر الراسل، أي يمكن بكل أريحية لأي أحد ان يقول مايريد !
بعد هذا التخيل، لعلك تتساءل: طيب يابن الحلال طالما تبتغي الوصل فلما البعاد؟ لاتخجل، أنا أيضًا أتساءل وأستغرب !
بالمناسبة أيضًا، هل تعرف أنني أحب سماع المديح من أفواه أهل صعيد مصر؟
يقول الآن أحدهم بينما أراسلك:
لك قربٌ مني .. ببعدك عني.
تعليقات
إرسال تعليق