التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

س و ج

  - هل كتبت الشعر من قبل؟ نعم. كان أول ماكتبت، ثم حين حدث جلستُ لنظم قصيدة لكي أزلزل بها عرش الحاكم وأحذره من مغبة بناء جدار فاصل وغلق معبر، ولما بناه علمتُ أن قافيتي عرجاء فلم أستطع السير بها. - الفتنة امرأة؟ ليس شرطا، لكنها من المؤكد أنثى. - هل صحيح أن الميت يسمع ما نقول ويعرف بما يحدث؟ سمعتُ عن هذا وقرأت أثرًا كذلك لا أعرف صحته، لكني لم أسمع من ميت بعد. ولكم أتمنى ذلك. - لم تخليت عن الكفاح لأجل أهدافك؟ كنتُ ماضيًا دون كلل أسير الليل والنهار حتى إذا كنت ليلة باردة أخذت الأغصان التي لم تميل للريح فانكسرت وأشعلتها للدفء. الذي ظل ينمو ويثمر كان غصنًا ذكيًا، مال قليلا حتى مضت الرياح، فعاش وأثمر. عدتُ عن طريقي حينذاك. - المعاناة أبدية؟ نعم، للعاشقين والسائرين وراء رغبات متجددة. - أشعر الناس؟ الراعي الذي رق قلبه لموت شاة صغيرة ثم قال: يا وجع قلب أمكِ، ويا وجعي على وجع قلب أمك. - حلمك؟ ليس لي الحق بأن أحلم. أنا ألعب دورا ليس لي، ولا حرية لي في تغييره. - متى الراحة؟ لا أعرف، ربما حين عزلة منشودة. - من أحق الناس بالصحبة؟ احترس! صحبة الناس مليئة بالفخاخ، وأخطرها الناس أنفسهم. - هل تريد أن ...

الجريمة والعقاب

  هنا كتاب آخر ينتهي، وقصة أخرى حُكيت. عادة ما أقول لأول وهلة: هذا كتاب جميل. والجمال المقصود هنا ليس ذلك الإحساس بالحلاوة أو الأثر المصاحب لرؤية جميل الطلة، بل المقصود أثره البالغ وأهميته. بعض الكتب مرة. كحكاية الطريق الطويل لإشمائيل بيه مثلا! وبعضها مفرط في الحيرة والألم والتفكير. تتعارض فيها الأقوال والأفكار، وتحارب بعضها بعضا. مثل هذا الكتاب وأيضًا ككتابه السابق الذي قرأته منذ عام تقريبًا أو أكثر، أقصد رواية الأخوة كارامازوف. أظن أني سعيد بإطلاعي على الرواية أخيرًا بعدما كانت مؤجلة لفترة طويلة، وكنت كلما وقعت عيني عليها أقول: متى سأقرأها؟ ترى ما محتواها؟ من بطلها؟ ما وضعه الإجتماعي والمادي؟ إلخ تلك الأسئلة حول المجهول المرغوب فيه. وهذا يعني أن تلك الأسئلة كانت تقال أكثر من مرة خلال اليوم الواحد لأن الرواية كانت في مقدمة الكتب التي أريد قراءتها. حتى بعد عملية الفرز والترتيب الأخيرة، تصدرتها دون باقي أعمال الكاتب الأخرى لدي. في الليالي التي سأحاسب نفسي فيها على القراءة والإطلاع، وعندما أطرح سؤال: ما الكتب الهامة التي قرأتها؟ سأضيف إلى وحي القلم، والتذكرة، ودون كيخوت، ورسالة في ال...

مرور

  مرحبا، أنا مصطفى. يحدث لي شيء ما لا أستطيع توصيفه لكني أكون كم به مس ما. طبعا كما أتخليه، فلم أرى ممسوس من قبل لكن الصورة المتخيلة عنه هي تماما ما أجدها تنطبق على حالي عندئذ. ولكم اتمنى أن يطيل حالي ذاك حتى أقبض على ذلك الذي يجول داخلي. كأنه كما قال رائد وحش: جنون فجائي بلا سماء ولا أرض. مررت اليوم من ذلك الشارع. يبدو عاديا كغيره. أعمدة إنارة منكفأة، بين عدد منهم واحد معطل، وعلب سجائر وعلب عصير فارغة ملقاة، أعقاب سجائر وأوراق وبقايا قمامة رماها أحدهم أو طيرها الهواء من الصندوق الممتلئ عن آخره على قمة الشارع. دائمًا ما أتساءل عن مزاج الذين يسكنون في ذلك البيت الرائع الذي يقابله هذا الصندوق القذر. شارع عادي.. كلب أسفل سيارة، وآخر يبحث عن طعام، ومجموعة نائمة واحد منها أسود في الجزء المظلم بجانب الطريق ومن المؤكد أن سائرًا تعرقل فيه ففزع الإثنان. شارع عادي لأي عابر سواي. هنا، في البيت الذي سأمر عليه عليه بعد قليل، تحديدًا البيت على ناصية ثاني شارع جانبي وبعد أربعة عشر بيت قد وجدتُ ربة من ربات شعري. يارب ربات الشعر! ما الذي مر بي من هنا الآن؟ كم مضى من وقت؟ لا أذكر. لكن حين ذلك...