مرحبا، أنا مصطفى. يحدث لي شيء ما لا أستطيع
توصيفه لكني أكون كم به مس ما. طبعا كما أتخليه، فلم أرى ممسوس من قبل لكن الصورة
المتخيلة عنه هي تماما ما أجدها تنطبق على حالي عندئذ. ولكم اتمنى أن يطيل حالي
ذاك حتى أقبض على ذلك الذي يجول داخلي. كأنه كما قال رائد وحش: جنون فجائي بلا
سماء ولا أرض.
مررت اليوم من ذلك الشارع. يبدو عاديا كغيره.
أعمدة إنارة منكفأة، بين عدد منهم واحد معطل، وعلب سجائر وعلب عصير فارغة ملقاة، أعقاب
سجائر وأوراق وبقايا قمامة رماها أحدهم أو طيرها الهواء من الصندوق الممتلئ عن
آخره على قمة الشارع. دائمًا ما أتساءل عن مزاج الذين يسكنون في ذلك البيت الرائع
الذي يقابله هذا الصندوق القذر. شارع عادي.. كلب أسفل سيارة، وآخر يبحث عن طعام،
ومجموعة نائمة واحد منها أسود في الجزء المظلم بجانب الطريق ومن المؤكد أن سائرًا
تعرقل فيه ففزع الإثنان.
شارع عادي لأي عابر سواي. هنا، في البيت الذي
سأمر عليه عليه بعد قليل، تحديدًا البيت على ناصية ثاني شارع جانبي وبعد أربعة عشر
بيت قد وجدتُ ربة من ربات شعري. يارب ربات الشعر! ما الذي مر بي من هنا الآن؟
كم مضى من وقت؟ لا أذكر. لكن حين ذلك قد عدتُ وكتبتُ إلى كريم عنهن جميعا. حسابه
معطل الان فلا يمكنني معرفة الوقت بالضبط لكني أذكر الحال. كان بي ذلك المس ولم
أستطع أن أقبض على جملة واحدة فحينما مررت أسفل الشرفة كانت تقف تتطلع إلى الغريب
الذي يمتزج مع مايسمعه.
"ليتني أعرف تحديدًا ما الذي يسمعه الآن
جعله يحرك يمناه كموجة رقيقة تتهادى." قالت الربة ذلك.
كان العزف الدائر حينذاك مزيج من بيانو وناي.
مضيتُ لا ألتفت، لكني كنت أرى. دخلتْ هي ثم وقفت
أمام المرآة وامتلأت هي الأخرى بالمعنى التي كانت تبحث عنه ومضت تنظم أفكارها
وتكتب عن الغريب، ولم تكن تدري أنه كان يفكر كيف سيقنعهن بأن واحدة جديدة ستمكث
معهن من الآن؟ وسيكن لها نصيب من افتتاحية أفكاره ودوافع حديثه وغليان صدره
وامتلاء رأسه!
هاهو الشارع، وهاهو البيت، والشرفة! مكتوب
عليها: الشقة للبيع!
تقول الأغنية الآن: وقد نكون ما
يخشى تفرقنا، فاليوم نحن وما يرجى تلاقينا.
تعليقات
إرسال تعليق