رسالة من مجهولة:
أنا فتاة جميلة. هذا واقع، وليس فيه أي قدر مما تدعيه النساء أو تبالغن فيه. هذا واقع. ورثتُ من أبي وجهه المدور وعينيه الخضراوين، ومن أمي بشرتها البيضاء، وقدها الرشيق.
ليس ذنب بالمناسبة أنني جميلة. وإن كان ذنب فلا يخصني. لذا فأنا لا أعرف لما يلومني أبي دومًا حينما يغازلني أحد. أنا لا ألتفت أصلًا إلى من يغازلني. فرغم أنني جميلة، لكنني عادية. لا أتفاخر بجمالي، ولا أتباهى به، ولم أعين نفسي على زميلاتي أميرة. يلتفون حولي، وينقلون أخبار الأولاد الذين يتحدثون عني، ويذكرون بفرح كم تغار مني البنت في المجموعة الأخرى، لأن حضوري أقوى منها، وكم هو محظوظ الذي سيحصل على هذا القوام.
أنا عادية، والله عادية. لقد تعبت من تكرار هذه الجملة. آخر مرة أمس. زعقت في وجه والدتي عندما قالت لي أن فلانًا وسيم وجميل، وأنا أرشحه لكِ حتى يكون أولادكم على قدر من الجمال !
هناك شيء غريب لا أعرفه. أتعرف: في المدرسة (وهذا من أقسى مامررت به) كنت أسير وفجأة ظهر زميل لي قبلني على خدي وجرى. ارتعبت جدًا رغم أنه لم يراه احد. لكني لم أتمالك نفسي وبكيت كثيرًا ولم أذهب إلى المدرسة ليومين متتاليين.
مشكلتي أنني جميلة. تخيل !!
تعليقات
إرسال تعليق