التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

وجدتُ ظلي

 (1) كان ينبغي ان أذهب إلى العمل اليوم ماشيًا. لم أستطع الإلمام بكل تفاصيل الصباح. كانت امرأة تبيع الورد بجوار عربة الفول، ورجل عجوز يشبه بائع المناديل الذي صورته منذ عشر سنوات في إشارة مرور مصابًا ببعض فرح لقدرتي على إلتقاط الصورة. على قنصه. بعض الفرح تبعه آخر لما كتبت تعليقًا: " عبث الزمان به فأحنى ظهره". منعطفات الذاكرة كنجوم السماء، تتنوع في التوهج حسب قوة موتها. أعد الآن قهوتي، للقدرة على الإستمرار يقظًا. لم أنم أمس. جلستُ اتذكر من أنا، وكيف أتيت إلى هذا المكان؟ تحدثت مع طبيب صديق، فأخبرني بضرورة التقليل من القهوة وتنويع الطعام. قهوتي الآن تراودني بالرائحة التي تملؤني. وأنا أشعر بفراغ كامل داخلي قال عنه صديقي: هبوط. كنت قد اقتنعت برأيه حتى عرفت أني منذ ست سنوات بمثل هذا اليوم قد ولدت ابنتي الأولى، ولازالت مشاعري بين القلق والخوف تتأرجح ملامسةً الفرح أحيانًا. (2) ماهذا؟ نعم، إنه هو. أخيرًا وجدتُ ظلي. كنتُ قد فقدته ذات ليلة بالعاصمة بينما مرت من جواري حسناء لم أراها. وعندما نبهني صديقي كانت قد مضت ولم أجد الظل. وجدتُه في ركن ممسكًا بصورة أصغر أعمامي الذي درس الطب ومات بعد ...
  ما الذي يعتقده أهلي عن فكرة حب الإختلاء بنفسي كثيرا؟ لأول مرة أفكر من هذه الزاوية، فقد كنت دوما أقول: لكل طبعه، فعلى الجميع أن يتقبل طباعي كما هي. الآن تذكرت أيضا أن جملة "الإنسان ضحية مايعتقده الآخرون" عندما أفكر في حالي ! هل هذه روح إنهزامية؟ أم أنني أشفق على نفسي لكيلا أشعرها بمزيد من الأسى؟ الحياة تقتلنا. أنا أقاوم بالتفاصيل، وتلك الخلوات مع نفسي، وبمحاولة تعبئة المساحة الفارغة في قلبي بشيء غير تلك الآمال الكاذبة! طيب، من ناحية أخرى أنا على بعض صواب ..! هل سيفهم أخي أنني بتكرار قذف العالم بأمه أكثر سلامة من التفكير في تلك التفاصيل؟ من أين ستأتي الأموال اللازمة للبيت؟ ماذا ستصنع مع الأقارب في المناسبة القادمة؟ هل اتصلت بخالك المريض؟ أنا أنسى ياناس. أظن أن خالي يعرف تلك المعلومة. اليوم كنت أسير وحدي عائدا .. عبرت الطريق أمام السيارات كراقص باليه، ثم توقفت لسيارة عالية تشبه تلك التي أنوي الحصول عليها، وعند الحارة الأخيرة من الطريق توقفت لأتابع عبور رجل للجهة التي أتيت منها. ما هذه الطريقة المملة؟ أحقا أنا أفعل هذا يوميا وأنا مع أخي؟ قررت اليوم أن أكمل مطالعة رواية البطء في...

رسم قلب

  رسم القلب الأخير الذي شرحه لي طبيب الهوى كان فيه حسبما علم: صديق غائب، وامرأة تزعم حب اليد التى تكتب الكلمة، وثقب لايمكن غلقه، ونكتة سوداء .. لا، ثلاث .. انتظر ! إنها كثيرة، لايمكن عدها ! وموسيقى شعبية وكلاسيكية، وآيات في أعمق نقطة يخرج منها غصن ووردة وورقة بيضاء بها خطوط طولية متراصة، سألته: الكتب التي لم تقرأ؟ قال لا: بل هي ماقرأت لأن منها يخرج الشوك والشوق، ثم أطال السكوت متأملًا فلما قلقت قال: ماهذا الفراغ؟ إنه عصيٌ عن التفسير ! كنت أعلمه، ولم أخبره، فأخذت الرسم. احتضنته ورحلت.

بعثرة، وتعليق عبد الله عثمان عليها

كتب عبد الله عثمان:   مع الهدوء والسكينة المخملية الليالي تسير سيرها الناعم، تتهادى في خشوع النوم الذي يمنحنا الحلم، فرصة لقنص لحظة من لحظات الخيال الخلاب، ما عدنا نحلم وهذه كارثة!! حتى وإن زارنا الحلم مرة تفترسه شراسة الواقع ويتحول لكوابيس مريعة، دمر الضجيج ليلنا وأصمت الأصوات نعومة ليالينا، وأحالها أزيز الرصاص ونهيق الزعماء إلى ركام مريع يقتات عليه الحزن وتعلو به موجات الكآبة لتفترس أي لحظة سحر أو نبضة جمال تقترب من ليلنا لتحييه من جديد وتبث فيه روح النعومة وتعيد إليه أحلام طفولتنا البريئة، ثم تأتي الكتابة بتداعيها الحر الفريد، تأتي كموجة قوية من موجات الشعور الجارف لكيان الإنسان فتلقي بكلماتها كمراسي لرحلة طويلة يمر خلالها قطارنا بفضاء رحب تتهادى فيه الأنغام التي تشبه الصمت، والصور التي تعيد بهاء الحلم، فتنسج منهما معا وحدة ديالكتية تفضي إلى إحياء الليل وبهاءه وسحره، تغيب فيها الكلمات رغم وجودها لتتدفق من هذا الغياب ذرات إنتشاء من المعنى المنثور في النغم والتصوير، مصطفى درويش والذي يكتب في فضاء لا نعرفه لكننا نشعر بافتتان بسحره وغرابته، يكتب هذا النص من فيسفساء فنية تناثرت في أر...