رسم القلب الأخير الذي شرحه لي طبيب الهوى كان فيه حسبما علم: صديق غائب، وامرأة تزعم حب اليد التى تكتب الكلمة، وثقب لايمكن غلقه، ونكتة سوداء .. لا، ثلاث .. انتظر ! إنها كثيرة، لايمكن عدها ! وموسيقى شعبية وكلاسيكية، وآيات في أعمق نقطة يخرج منها غصن ووردة وورقة بيضاء بها خطوط طولية متراصة، سألته: الكتب التي لم تقرأ؟ قال لا: بل هي ماقرأت لأن منها يخرج الشوك والشوق، ثم أطال السكوت متأملًا فلما قلقت قال: ماهذا الفراغ؟ إنه عصيٌ عن التفسير !
كنت أعلمه، ولم أخبره، فأخذت الرسم. احتضنته ورحلت.
"الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان. كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...
تعليقات
إرسال تعليق