كالعادة أخذتني رغبة الكتابة. لازلت لا أعرف بعد من أين تخرج هذه الرغبة بالضبط! كل ما هنالك أنني أشعر فجاة بأني أريد الكتابة.
لا أخفيكم بأن الأمر حينما يأتني بينما لاوسيلة للكتابة معي أكاد أصابُ بشيء من جنون!
الكتابة تصبح في ذروة الرغبة هي الوجود ذاته، وإعلان الوجود هي الفعل المستمر للبشر منذ الأزل. بداية بحوار الشجرة والقتل الأول حتى تطبيقات التيك توك والميوزيكالي!
يبدو أن الكثير منا لا يهمه أي صورة سيصبح عليها طالما سيعلن وجوده.
إنني حائر عني. لا أعرف بالضبط ما أريده؛ فهل أريد الوجود وإعلانه؟ أم إنني أفضل التواري والإنزواء في الخفاء حتى الموت.
لعلني أريد الإثنين معًا، ولعلي من نسل من كتبُ عليه التيه عبر الأزمان!
يقول درويش:
سيمتُ بإسمي مصادفةً،
وانتميتُ إلى عائلةٍ مصادفة،
وورثتُ ملامحها والصفات،
وأمراضها:
أولا: خللًا في شرايينها، وضغط دم مرتفع،
ثانيًا: خجلًا في مخاطبة الأمِ والأبِ والجدة الشجرة،
ثالثًا: أملًا في الشفاء من الانفلوانزا بفنجان بابونجٍ ساخن،
رابعًا: كسلًا في الحديث عن الظبي والقُبَّرة،
خامسًا: مللًا في ليالي الشتاء،
سادسًا: فشلًا فادحًا في الغناء.
مثله ورثت ما ورث، كما أني ورثتُ التيه من حيث لا أدري، أونني سا أورثه.
لدي رغبات عديدة، طفولية في نظر البعض وما إن يصرحوا برأيهم هذا حتى سأقطع علاقتي بهم. أود معرفة أسماء البعض، وأن أتعلم الرسم، ثم أرسم صورًا متخيلة لهؤلاء وأرسلها لهم، وأود أن أرى نفسي بعين الله، أو الملائكة المسجلة للأعمال، وأتساءل هل يعرفون نيتي؟ أود ان أعرف بالضبط كم عدد الذي سيكونون بجواري حين حاجة؟ رغم أني لا أحب إبداء التعاطف معي ولا أعرف لم!
أحيانًا أستغربني جدًا، أجدني أريد الشيء ونقيضه في آن واحد.
....
(بعد يوم)
إنني أشتاق للكتابة. أفتقدها جدًا، كما أفتقد القراءة. حتى أني أبكي لذلك. الكتابة هي الملاذ الوحيد للبوح والمساحات الشخصية. ساحة فعل المتخيل، وإبداء الرغبات وقتل الأوغاد وسب العالم، والحصول على المبتقى. أرض الأحلام المثالية .. تخيلًا وحقيقة!
لا أعرف كيف قضيت على نفسي بهذا الأمر وألزمت نفسي بالصمت؟ لكني مصاب بأزمة لا أستطيع الوقوف على حقيقتها. لم أعرفني بعد وهذا محير! لذا كان من الأولى لي .. لنفسي التي بين جنبي أن أقف عليها وأحاورها حتى نصل إلى صيغة مشتركة عن الحياة قبل أن نجد أنفسنا أمام الموت.
عالمي الحقيقي به بعض الغرابة، وربما الكثير!
في الحقيقة لم أنظر لنفسي يومًا ولا حتى ساعة أنني مجرد عابر ما! دائمًا ما نظرتُ لنفسي وتحدثنا عن كوني سأحدثُ أثرًا!
ما أن أعود لمساحات التواصل الإجتماعي الهشة إلا وأجد نفسي قد تخليتُ عن بعض القلق لبعض الوقت. أين الداء يا أنا؟ حتى أعرف أين الدواء؟ هل أعرف الإجابة على سؤال كهذا؟
طيب بلاش السؤال ده، ممكن حتى أعرف إجابة سؤال الست التي تسليني الآن: أين مني مجلس أنت به؟
تعليقات
إرسال تعليق