مرحبا،
أشعر بتخمة وأرغب في الحديث. عند هذي اللحظة التي تتكرر كثيرا أتخيل بأني سأظل أكتب حتى أشيب، أتخيلني تعبت من النقر على لوحة مفاتيح أو شاشة فأنقلب إلى مكتب تحت مصباح وحيد ينيره دون الغرفة، ثم أنقلب إلى الشرفة ممسكا بغليون ناظرا إلى السماء أقلب الطرف فيها وأناجي النجم راسما به لوحة، وربما في لحظة أبكي. الدمع وسيلة أخرى أرق من الكلمات. الإثنان يخرجان من مشكاة واحدة. هذا الخيال قوي جدا لدرجة أني أستغرب حالي في المضي لأمر آخر بعد أن أكتب كلمة أو أكسر خاطري مرة أخرى بعدم الكتابة. أسأل: كيف يمكن للرغبة أن تسيطر هكذا؟ هل هي الرغبة حقا أم شعور آخر نقي أو متفرد..! لا يمكنني القبض على وصف دقيق للأمر، وعلى كل لا يهم. طيب، ما الذي يمكنني قوله؟ هل أستدعي ناي من الذاكرة سمعته مرة من عابر؟ لم يكن مجرد صوت ناي. كانت قصة كاملة. استغرب المستمعين لما أخبرتهم إياها، واستغربت أنهم لم يصغوا. قالوا: سمعنا، وليس مما سمعنا شيئا مما تقول! عجيب! قال الناي: مرت حسناء منكسرة مع غيمة لم تمطر، ومضت تبحث عن مأوى ولما قدم إليها أحدهم مسكنا قالت ليس هذا المأوى الذي أرغب وأشارت إلى صدره ثم حبست أنفاسها وأكمل الناي أنّاتها! تخيلوا! كانوا يسمعوا نعم، لكن لم يكن ثمة من يصغي! كنت سأقول في البداية: مرحبا أو مر حبا.. أحب التلاعب بالكلمات. وجه من أوجه التحكم بالكلام. من يمتلكه أنجذب نحوه. لكن لم أعرف ما الذي يمكنني قوله بعدها. فلست ممن يملكون مفاتح الكلم على أي حال. حتى الآن فقط، ومن يدري؟
تعليقات
إرسال تعليق