التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الآخر .. من؟

 مرحبا،

هذا صعب جدا. أعني أن تجد نفسك تبحث عن مأوى فتقرأ حتى إذا استشعرت ملائمة المكان فتجد شعور الغربة يقوى، ثم تقرر أن تبني أنت مأوى بكلامك فتجلس عاجزا عن نظم جملة واحدة لمدة ساعة.

هذا صعب، و أظن أنه محزن أيضا.



ما الدليل على النجاة؟ هل نجي حي ما، أم أن النجاة في مرحلة لاحقة؟
للبيوت القديمة روائح خاصة. ثمة مابها غير الحجارة. تُرى هل هي أرواح من سكنوها؟
نجت الحجارة وأهلها لا!
أنا مرهق قليلا الآن.. لا، أكثر من القليل بقليل.
برأسي عديد صور ورسائل متوهمة وأخرى لم أسلمها لأحد، لذلك أستغل المساحة البيضاء أمامي.
رواغتُ قليلا إذ ذكرتُ البيوت القديمة وختمت الجملة بالنجاة لأربطها بما قبلها.
بائس!
ويزيد في الأمر أني استسلمتُ لسيطرة القواعد فإما أن أكتب بها وإما ألا أفعل أبدا!
فصرت أتردد قبل كل كلمة بعدما كانت الكلمات تنسال مني تباعا كأحضان الأحبة بعد غياب طويل.
"كتبت حاجة ومسحتها"
فكرت أن أمسح كل ماسبق وأكتب هذه فقط. ثم قلت لنفسي:
هذي الكلمات الثلاث أثرها داخلك نافذ، فترى كيف يقرأها الآخر؟
بالمناسبة لدي هنا فكرة لا أعرف إن كنت سأصيغها بالصورة الصحيحة أم لا، لكني لا أكتب القرآن على أية حال.
الإنشغال بالآخر الذي يظهر هنا -وربما كثيرا فيما قبل- ليس من باب الإنشغال به، إنم بالصورة المتخيلة لي أنا عند الآخر؟ وهذه أيضا ليست لأني أريد أن أبدو جيدا بشكل ما -وليس عيبا بالطبع- ولكن لأن هذه صورتي. أنا المتخيل. أنا الآخر الذي يفرض علي أمورًا وعلاقات ما. انتهت.
وأنا أشعر برغبة عارمة في الكتابة - الصراخ - الحديث إلى أحد ولو كان ظل راحل.
لكن لا أدري أين ذهبت مني الكلمات.
منذ عامين فقدتُ ظلي، والآن كل شيء برأسي ضبابي تماما، وكل الكتب صفحات بيضاء لاتغري بالكتابة، بل توحي بالسراب.
فقط رسالة واحدة تبقت في أرشيف بريدي المرسل لا أذكر بها صاحبها، لكنها تبدأ بالسلام ولم تنتهِ بعد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجمال في كل شيء.

 "الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان.  كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...

ميراث الصمت والملكوت

 قرأت للكاتب منذ سنوات مقالة "بئس هذا الناس" وهي من النصوص القليلة التي ظلت بالذهن لفترات طويلة، ثم سمعت عنه كثيرا فيما بعد، وعن قلة ماينشره رغم مايبدو من براعة نصه، ووجود مايمكنه قوله. وهذا أشد ما يجذبني في كاتب. الكتاب جميل، ورغم أني لست بنفس الانبهار القديم عند قراءة المقالة مرة أخرى، إلا أني أمام قارئ من العيار الثقيل. وهذا أكثر ما قد يعبجني في أحد. لدي حلم واحد فقط في الحقيقة، وكثيرا ما أقول من أين أبدأ به؟ ووجدت مثيلا لهذا الحلم بالكتاب، كما أن من الجمل المميزة التي علقت بذهني من الكتاب هي: أول خطوات تنفيذ الحلم هو أن تستيقظ منه. ومن المفارقات اللطيفة أن الكاتب تعرض لفكرة المفارقات هذه بإحدى المقالات. قرأت الكتاب باتفاق مع بعض الأصدقاء كقراءة جماعية، لكني  جائع للقراءة، وللهروب من واقع حياتي الحالي. سأسألهم عن الرأي طبعا، لكن لا أظن الكاتب ترك مجالا لهكذا فكرة. فهو طارح لأفكار وخواطر عديدة، تحير من يريد أن يحلل. سأتجه لمتابعة إنتاجه إن شاء الله. وإلى رحلة أخرى.
أود أكثر من أي وقت مضى أن أقول أشياء كثيرة. ربما لاتعني أي شيء على الإطلاق لغيري، لكن الرغبات لا تحاكم ولا تصادر. مثلا أود الآن أن أخبر العالم بأسره أني أحبُ الليلَ ولا أحب الأرق. وأرغب بالخلود ولا أحب الناس ولا التقدم في السن. ربما أيضا أهمس في أذن المليارات بأنني أقنع بالقليل، قد أتصور أنه ثمة أذن كبيرة بحجم جزيرة أتحدث عبرها مرة واحدة وحسب. هذا يبدو سهلا حقا. إنه يشبه أن تكن أحد هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم التحدث إلى أي أحد بأي وقت.. حتى أنه يخيل إلى البعض منهم أنه إله. لا يهم.. ملحوظة: من الأفضل ياصديقي الساهر اختيارا أو مرغما أن تعيد قراءة كلماتي مرة أخرى بسرعة كتابتها.. كأنك من تكتبها فتقرأها على مهل، ثم تضع حالتك الشعورية مع الكلمات، فيساعدك همسك وشهيقك وزفيرك، وعندئذ نكون قد اشتركنا في شيء لا أحد يدري متى بالضبط سيحدث هذا الأمر ثانية! هيا، اذهب ثم عد.. لما لم تفعل؟ هيا، لن يطير بقية كلامي، ثم إنه كلام عادي جدا على أية حال.. لدي رغبة جديد الآن.. وهي أن أسبح مع ذئبي المشتهى بين الكواكب، ثم نستقر على كوكب مناسب به احتياجاته منفصلة عن احتياجاتي حتى لانضطر إلى ممارسة نظريات الأرض ...