إلهي!
أي سحر تفعله بنا الكلمات؟
صدق من بُعث بجوامع الكلم! نعم.. إن من البيان لسحرًا!
أين صادفتُ هذه الجملة أيضًا؟
نعم، تذكرتُ.. في الحوار الأخير الذي دار بين هاري بوتر والبروفيسور دامبلدور.. الكلمات لها نفس تأثير السحر.
"نحن رواد الظل يا مصطفى"
يأسرني كلام من يكتب اسمي. ولو كان في غير قصتي، ولو كنتُ غير المعني. أنا رجل يأخذ كل كلمة على غيره كأنها له حتى يعيها، فما بالكم بما يرسل إلي خاصة؟
رواد الظل! أن أفتح عيني اليوم على هكذا قول وأفتح صندوق بريدي فأجد هذه الجملة في المقدمة. مفتتح ما رأيت، لكنه ختام ما تم إرساله!
كيف شعرت بهذا الكم من الرسائل والذي يختم بقول مثل هذا؟
أظن أن لفظ القدر أفضل من الكم.. إن جملًا مثل:
نشرب نخب الحزن كل ليلة..
السكوت لو تعلم أقوى لهجة احتجاج!
ها نحن ننادم الوحدة كأننا أشباح لا ترى..
هذي كلها وغيرها لا يصح لأي أحد أن يعتبرها كمًا ما! هي مما له قدر ومكانة.
ثم في ظل سكرتي المتتابعة هذه.. أقرأ من النهاية للبداية، فأسكر أولًا، وأقرأ من البداية، فأسكر اخرى.. ثم أضيع تماما!
إلهي.. لو لم تكن الكلمات أهم شيء خلقت لما كانت بالصحف التي نزلت على الأنبياء تترى!
.
ثم ما كل هذا اللطف التي تحدثه كلمة، وأي أثر لازال لدي منذ الصباح لجملة وحيدة كهذه؟
انظروا إلى إحدى نعم الله علي اليوم:
" هاأنذا أضيع فيه الآن"
هل رميت يوما كلمة في الهواء دون هدف، ودون انتظار الصدى، فأتاك الصدى محملًا بوتر ونغم وطرب؟
ثمة حالة من (ما أقول، الفرحة؟)..
ثمة حالة من الفرحة ربما، لكنها ممتزجة بشيء آخر.. شيء يحدث عندما تتلقى أن هناك ما يحدث لكلمة قلتها في مكان ما.. بحثتٌ عنها لأذكر متى وأين قلتها فلم أعثر عليها..!
نعم، أذكر أني قلتُ مرة أني أرغب بالتحدث إلى جدار.. لا أذكر حالتي حينها.. ربما كنت أريد جدارا لأنه لن يرد علي ولن يناقشني فيما أقول، وربما تعبيرًا عن وحدة كانت حينها وكنت أريد شيئًا ما .. كالشاعر الذي أراد أن يربت على كتفه ولو قطره مطر.
لم أستمر في البحث كثيرًا، فقط عدت لقراءة الكلمات ثانية.. قرأتها مرارا.. كأنها ستمضي مني! كاني أريد أن أحفظها! او أخاف أن تفر مني!
لا أدري..!
إلهي .. أي سحر تفعله بنا الكلمات؟!
يارب الناس والكلمات والصحف.. ارض اللهم عن أناس قضوا دقائق من ليلتهم ينثرون كلاما بليغًا إلى عبدك الذي يمكنه الآن أن يظل يكتب لا يمنعه من ذلك إلا أن يموت، ودون أن يقول عن نفسه مرة أخرى:
إنني لا أقدر على القبض على الكلمات.. أفتقد اللغة، وأعجز عن مجاراتها..!
ثم، شكرًا على كل هذي الرسائل مجهولة المصدر.
ألف شكر لاتفي بالأثر.
تعليقات
إرسال تعليق