الرسالة ذلك الوهج الذي ينير عتمتنا، أن يكتب لك أحدهم من حيث هو، من تلك الديار البعيدة، أن يبوح لك بسر أو يبعث لك شارة، أو يرسل لك مودة، أن يخصك ويضع إسمك بين كلماته المعبرة الصاعدة من روحه، هو ليس مضطرا إن كان مجاملا لذلك، فما بالي وبالك برجل يكتب في درجة الصفر، يسبح مع الأنوار العليا ويدون أحاديث النجوم بقلمه، ينساب مع لحن متدفق وحكاية لا تنتهي متعتها وسؤال لا يكف عن طلب الخلود وأن يعرف، حين يخصك برسالة
يقول مصطفى درويش
" زي الهوا يا حبيبي .. زي الهوا ..
ماسك الهوا بإيديا "
احترتُ كيف أبدأ الكلام. أنهيتُ كتابًا منذ قليل، وأشعر بأني متخم بالكلمات والمشاعر. تعرف وليس هذا إدعاءً ما أو فخرًا مثلا .. لا لا، إنه مجرد واقع لي. يمكنني ان أظل أكتب وأكتب حتى التعب.
الكتاب الذي أنهيتُه منذ قليل مزيج من الحكاية والنقد وتفاصيل النصوص. تعرض الكتاب لبداية النص، لذا ربما بتأثر ما فكرتُ في البداية؟
لا أعتقد، فإنني ومنذ القدم لا أريد فقط سوى البداية. فقط تحضر هذه المقدمة وستجدني بعدها قطارًا لايقف. الآن فقط عددت العديد من الفقد لأن البداية فاتتني ! ثناء من مدرس، ورحلة مجانية، ونظرة في مكتبة، وفرصة للنشر، وغيرها وغيرها ..!
أعددت كوبا من الشاي، وفكرت في تشغيل نصوص أدبية صوتية فأقطف من إحداها كلمة ما وأبدأ حديثي. إلا أنني ولخضوعي تحت سطوة الحكاية في الكتاب نظرتُ في نفسي. الحكاية كما أشار الكاتب فيها شفاء وأيضًا بها المرض.
نظرتُ في نفسي فوجدتني من أولاء الذين يحلمون كثيرًا بعالم طيب صالح. أو كانوا يفعلون !
اللعنة، لقد كنت أود أن يتصرف الجميع بخيرية، ويتهادون ويبتسمون ثم يمضون بالليل في سلام يشاهدون مسرحية قديمة، وينامون بعد حفلة السهرة على إذاعة القرآن الكريم. بصراحة ولافائدة من المداراة .. لازلت أحلم بمعجزة ما ياعبد الله !
ما الفارق بين حلمي القديم بأن تطرق بابي فتاة جميلة لتذاكر معي وتصاحبني ثم نكبر سويًا، وبين إنتظاري الحالي بأن يطرق بابي أحدهم قائلًا لي: خذ، هذه هي مجموعة الكتب التي ترغب بها ولايمكنك الحصول عليها .. هي هدية لك !
أو إنفعالتي العاطفية بعد حديث مدرس السيرة النبوية عن جنود الله في غزوة بدر وعدم إستبعاد وجودهم بالشيشان، وبين أمنيتي بأن يهب أحدًا ما ليخلصنا من أحد الخونة !
لصديقة نص بعنوان: أمنية بيضاء. مالون أمنيتي الأخيرة يا عبد الله؟ هل للجبن لون؟
هل أنا ساذج ما؟ أخبرني، سل الناس وأخبروني، استشر أحدًا .. هل ثمة ما يضر إن صرح الإنسان عن رغباته بلطف وأدب؟
*"وأتاريني ماسك الهوا .." تقول الأغنية الآن.
"إنني أتلاشى .. فقاعة في حلم قديم" هذه نبذتي على الأزرق !
لماذا قمتُ بربط التلاشي الحالي بما رأيته ذات مرة في حلم ظهيرة .. إذ نمتُ من التعب وكنا في الشتاء، ومررت على أرض بها عشب ولايمكن الوقوف عليها ومجموعة ذئاب تسير في كل الإتجاهات وأنا فقط أفكر من أين أرى كل هذا إن لم أكن واقفًا؟
نظرتُ حولي فوجدت فقاعات ترتفع والأرض تبتعد أكثر فأكثر والذئاب وجدت فريسة لها ملامحي وقفوا بجوارها ينظرون حيث تنظر إلى الأعلى !
حدثتُ صديقنًا أحمد عن "الإنتظار" في مرة سابقة، والآن الآن بينما اكتب لك علامة التعجب الأخيرة كانت الأغنية تقول بعد عزف يملؤني بحزن كالعادة: "وفضلت مستني بآمالي، ومالي البيت بالورد، بالشوق، بالحب، بالأغاني .."
صدقني والله ليس من العبث كل هذي الإشارت التي أجلس يوميًا لأفسرها وأكاد أجن من فرط الإرهاق !
تعليقات
إرسال تعليق