التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الطريق أيضًا تسأل عن الطريق

 أهلا برواد الليل. طبعا أهلا بآل النهار إن طالع أحدكم هذا والشمس تضيء الدنى.

تعرفون.. مفضلاتي قليلة وبسيطة. لذا أكررها كثير، وأنتظر حالة الملل من واحدة فأخرى حتى أسأم منها جميعا ثم أضيف إليها الجديد. الجديد عندما يأتيني أتأخر في قبوله.. لا أقتنع بسهولة. تقتلني التفاصيل كل لحظة.
مثلا؛ قائمة الكتب المفضلة معروفة منذ زمن ورغم ما يضاف إلى قائمة المطالعة إلا أن القائمة شبه ثابتة. وحي القلم - بلدي - وبعض الكتب الأخرى.
أقرب قول؟
لن تنتظر كثيرًا.. لن أفكر سأرد مباشرة:
- "لولا الخيال لانفجرت"
أقرب بيت شعر؟
- "وأعظم ما تكلفني الليالي ** سكوت عندما يجب الكلام"
أقرب قصيد؟
- معلقة ابن كلثوم، وقصيد ابن زريق، ونص ابن زيدون: أضحى التنائي بديلا.
أقرب نص؟
- ريش في الريح لوديع سعادة.
لا يمكنني أن أعدد أكثر من ذلك!
إن كل كلمة تسحبني خلفها في محيط من المعاني المحتملة والكلمات البديلة وماذا لو أني قائل هذه أو أنها قيلت لي!
أحمل قلبًا عجيبًا.. يهزه مثلا إن قيل: حمل حياته مثل لعبة معطلة. لكنه حاليا لا يتحرك للحادثات العظيمة! قد لايبالي لو سمع عن موت العشرات في حادث ولا يتحرك داخله قدر شعرة لو سمع نحيب ذويهم وصراخهم المنقول عبر الشاشات أو الأثير!
لكنه لو سمع حكاية سيلعب معه الخيال لعبته المفضلة ويجعله يتمنى لو أنه ابن الوليد أو جيفارا!
.
.
مضت خمس دقائق الآن وأنا أبحث عن كلمة أبدأ بها الحديث عن السبب الداعي لكل هذا الهراء هنا. لم أستطع. السبب على أي حال هو رؤيتي رسالة في صندوق بريد الصديق صلاح محمود يقول الراسل بها أن ضيقًا وهما نزل به لكن رؤيته لما ينشره صلاح شرح صدره وأذهب ما به وعنه!
فكرتُ تلقائيًا في شأني.. نعم.. يعجبني الكثير..
لكن لا شيء يمكنه أن ينتشلني من أي حال!
وهذا مالدي الآن، ووديع يقول:
الطريق أيضًا تسأل عن الطريق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجمال في كل شيء.

 "الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان.  كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...

ميراث الصمت والملكوت

 قرأت للكاتب منذ سنوات مقالة "بئس هذا الناس" وهي من النصوص القليلة التي ظلت بالذهن لفترات طويلة، ثم سمعت عنه كثيرا فيما بعد، وعن قلة ماينشره رغم مايبدو من براعة نصه، ووجود مايمكنه قوله. وهذا أشد ما يجذبني في كاتب. الكتاب جميل، ورغم أني لست بنفس الانبهار القديم عند قراءة المقالة مرة أخرى، إلا أني أمام قارئ من العيار الثقيل. وهذا أكثر ما قد يعبجني في أحد. لدي حلم واحد فقط في الحقيقة، وكثيرا ما أقول من أين أبدأ به؟ ووجدت مثيلا لهذا الحلم بالكتاب، كما أن من الجمل المميزة التي علقت بذهني من الكتاب هي: أول خطوات تنفيذ الحلم هو أن تستيقظ منه. ومن المفارقات اللطيفة أن الكاتب تعرض لفكرة المفارقات هذه بإحدى المقالات. قرأت الكتاب باتفاق مع بعض الأصدقاء كقراءة جماعية، لكني  جائع للقراءة، وللهروب من واقع حياتي الحالي. سأسألهم عن الرأي طبعا، لكن لا أظن الكاتب ترك مجالا لهكذا فكرة. فهو طارح لأفكار وخواطر عديدة، تحير من يريد أن يحلل. سأتجه لمتابعة إنتاجه إن شاء الله. وإلى رحلة أخرى.
أود أكثر من أي وقت مضى أن أقول أشياء كثيرة. ربما لاتعني أي شيء على الإطلاق لغيري، لكن الرغبات لا تحاكم ولا تصادر. مثلا أود الآن أن أخبر العالم بأسره أني أحبُ الليلَ ولا أحب الأرق. وأرغب بالخلود ولا أحب الناس ولا التقدم في السن. ربما أيضا أهمس في أذن المليارات بأنني أقنع بالقليل، قد أتصور أنه ثمة أذن كبيرة بحجم جزيرة أتحدث عبرها مرة واحدة وحسب. هذا يبدو سهلا حقا. إنه يشبه أن تكن أحد هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم التحدث إلى أي أحد بأي وقت.. حتى أنه يخيل إلى البعض منهم أنه إله. لا يهم.. ملحوظة: من الأفضل ياصديقي الساهر اختيارا أو مرغما أن تعيد قراءة كلماتي مرة أخرى بسرعة كتابتها.. كأنك من تكتبها فتقرأها على مهل، ثم تضع حالتك الشعورية مع الكلمات، فيساعدك همسك وشهيقك وزفيرك، وعندئذ نكون قد اشتركنا في شيء لا أحد يدري متى بالضبط سيحدث هذا الأمر ثانية! هيا، اذهب ثم عد.. لما لم تفعل؟ هيا، لن يطير بقية كلامي، ثم إنه كلام عادي جدا على أية حال.. لدي رغبة جديد الآن.. وهي أن أسبح مع ذئبي المشتهى بين الكواكب، ثم نستقر على كوكب مناسب به احتياجاته منفصلة عن احتياجاتي حتى لانضطر إلى ممارسة نظريات الأرض ...