قال:
"إني لا أبتسم. وإن فعلت، فإما أني أكذبك أو أنافق نفسي.
لم أعد أفتح الأخبار، لكنها تأتيني، ويهتم المرء لأخيه رغم أنفه..! أحاورك وأتودد إليك وأخبرك بطرفة أو نكتة أو رغبة مسلية، لكني أخزن غضبا عظيما يشعل النار داخلي. انظر، هل ثمة معجزة كهذه؟ نار بلا دخان..!!
أفتح كتابا تمنيت زمنا طويلا أن أملكه وأن تأتي ساعتي معه، ثم أنصرف إلى غيره له نفس الرغبة القديمة ومثله في الإهمال الحالي. أربعة من الكتب التي اقترضت لأجل واحد منها، وآخر مشيت على قدمي مسيرة ساعة لأوفر ثمنه، وثالث تنازلت عن وجبة ساخنة لأجله، ورابع اشتريت منه نسختين..!
أطالع المرآة فلا أرى أحدا..! أتبدلت وظائف المرايا، أم أن بالعين رماد؟
أقرأ أورادي كلما تذكرت، وأنظر إلى كل علاقاتي كأني في بيت يرحب بي، لكن لا أحد يسكنه."
لا أدري ما أقول، وإن كان، فكيف أنطق به؟!
لي حال أكرهه من الناس، لكني لا أخبرهم به، وهذا الحال هو ما كنت على وشك أن أصنع له، لكن لوح بيده معارضا أن أشاركه، وقال: "لم يعد يعنيني رجع الصدى".
ثم مضى.
تعليقات
إرسال تعليق