التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يشغلك الكثير؟


ثمة الكثير مما يشغلك ويشتتك.
أنت مشغول بسيف المبارزة، وبالناس التي تشاهد، وبالعدو..! لديك الكثير مما يأكل رأسك.
لا تشغل بالك بكل هذا. ركز فيما أنت فيه وواجب الوقت وحسب.

هذا جانب واحد من الجوانب التي تجعل فيلم الساموراي الأخير هو أكثر فيلم قريب إلي.

Too many minds..
ما واجب الوقت؟ هل أقرأ بفقه السيرة الليلة؟ أم أن المحاضرتين المتبقيتين أولى حتى لا أنسى ما درست من قبل؟ طيب ماذا عن ورد القرآن؟ أنا متأخر بالفعل.. عشرة أوراد لم أقرأها بموعدها..! هل نقول عشرة أوراد أم عشر أوراد؟!
هذا جانب آخر، لو أنني كنت واظبت على دروس اللغة لما وقعت بهذا المأزق. المأزق الذي كان السبب الأول في وأد مشروع كتابي الأوحد. ماذا لو كنت كتبته؟!
ماذا لو كنت جلست على رسائل الغياب كما كانت النية فأعيد النظر وأقلب صفحات تلك الروح التي كانت على حافة الدنيا؟
ماذا طوى تلك الأيام؟ صديق غائب؟
دنيا عاصفة؟ ضحك مبالغ به يدل على الافتعال. صمت عن الناس والأحباب، ومشاهدتهم يقدمون الحب والبذل و (أنا صامت كجدار)، فيموت كل شيء، ويبقى الافتعال.

كم تبقى من الليل؟
ألا يجب ان أعود إلى سؤالي الأول، ماذا يجب ان أفعل الليلة؟!
NO MIND..
طيب، سأشاهد الفيلم مرة أخرى.. أجدني مدفوعا لذلك دون معرفة السبب. هل مشاهدة فيلم مرى أخرى أهم من مطالعة كتاب "ظل النديم"؟! أو ليس أبو فهر واحد ممن تتمنى قراءة كل حرف كتبوه، ومعرفة موضع كل نفس التقطوه؟!
هذا الانشغال بمن تعجب بهم وتحب؟ هل وصل للهوس أم ليس بعد؟!
ما معنى قلقي الدائم من أن هناك كتبا سأموت دون أقراها، وأناسا أعجب بهم لكني لن أراهم، وبلاد أتمنى أن أزورها جميعا بينما نفسي هادئة وهو ما لن يحدث وفقا لحوادث الأيام وطبيعة الدنيا..!

هل سأستمر طوال الليل هكذا؟ ألا يجب ان أستسلم وأفتح الأخبار لمطالعة هذا الشأن القريب جدا والذي لا فكاك منه إلا إليه؟!
حجتي بالغة السوء..! ما معنى اني أنفعل من مجرد حجر تهدم وأغضب وأوشك أن أؤذي أو أتأذى؟!

أحيانا أرى الإجابة واضحة جلية كفلق الصبح. دع عنك هذا كله وامضي إلى مكان لا يعرفك أحد فيه ولا تعرف فيه أحد خاصة نفسك القلقة تلك. ولا أخبر أحدا بشيء، ولا أحدث الجمادات التي أحدثها كل ليلة وأودعها أسراري.
هل خشيتي من أن ينكشف لي سر هو خجل من حقيقته؟ أم أنني مريض بحب الاحتفاظ بالأشياء؟!

لم الاستغراق هكذا في النهايات؟! ما بالي أعيش دنياي وأيامي منشغلا بما لا فائدة منه ولا طائل؟!
هل سأظل هذه الليلة أيضًا في هذه الانشغالات والمشتتات؟
أوليس لكل نفس ما كسبت؟ ثم هذا القول البليغ الذي رسمه بخطه الصديق محمد أحمد:
الخواتيم ميراث السوابق. الممارسة سر الكمال.
هذا الأمر واضح جدا.. فقط تحكم في مزاجك، واتجمع أمرك في شيء. فأنت لست على شيء.

ماذا عن مراجعة ما كتبت؟ لعل هناك حرفا مكان غيره، وربما كلمة تقدمت أخرى، أو ....!!!!
ما هذا!!!!! توقف، لست المختار على كل شيء، ثم منذ متى ونحن نفعل هذا؟! وهل تعتقد حقا أنك بالمراجعة ستكتشف ما بك من عورات؟! هل نفعك الأمر من قبل؟ 
فلو كان، لما قضيت هذه الليالي كلها تبحث عنك.

لقد تذكرت أمرا الآن، وهو آخر ما سأقوله وسأتوقف عمدا وسأبطل عمل هذه الرأس التي لا تهدأ وتسلم الكلمة لأختها..
تذكرت أنني بالجامعة، أي منذ ما يزيد عن خمسة عشر سنة كتبت كلاما كثيرا تحت عنوان: بحثا عني. ثم كان أحد المعلقين قد قال في نهاية الأمر قولا تذكرته الآن، قال:
بحثا عني .. لم أجدني.


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجمال في كل شيء.

 "الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان.  كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...

ميراث الصمت والملكوت

 قرأت للكاتب منذ سنوات مقالة "بئس هذا الناس" وهي من النصوص القليلة التي ظلت بالذهن لفترات طويلة، ثم سمعت عنه كثيرا فيما بعد، وعن قلة ماينشره رغم مايبدو من براعة نصه، ووجود مايمكنه قوله. وهذا أشد ما يجذبني في كاتب. الكتاب جميل، ورغم أني لست بنفس الانبهار القديم عند قراءة المقالة مرة أخرى، إلا أني أمام قارئ من العيار الثقيل. وهذا أكثر ما قد يعبجني في أحد. لدي حلم واحد فقط في الحقيقة، وكثيرا ما أقول من أين أبدأ به؟ ووجدت مثيلا لهذا الحلم بالكتاب، كما أن من الجمل المميزة التي علقت بذهني من الكتاب هي: أول خطوات تنفيذ الحلم هو أن تستيقظ منه. ومن المفارقات اللطيفة أن الكاتب تعرض لفكرة المفارقات هذه بإحدى المقالات. قرأت الكتاب باتفاق مع بعض الأصدقاء كقراءة جماعية، لكني  جائع للقراءة، وللهروب من واقع حياتي الحالي. سأسألهم عن الرأي طبعا، لكن لا أظن الكاتب ترك مجالا لهكذا فكرة. فهو طارح لأفكار وخواطر عديدة، تحير من يريد أن يحلل. سأتجه لمتابعة إنتاجه إن شاء الله. وإلى رحلة أخرى.
أود أكثر من أي وقت مضى أن أقول أشياء كثيرة. ربما لاتعني أي شيء على الإطلاق لغيري، لكن الرغبات لا تحاكم ولا تصادر. مثلا أود الآن أن أخبر العالم بأسره أني أحبُ الليلَ ولا أحب الأرق. وأرغب بالخلود ولا أحب الناس ولا التقدم في السن. ربما أيضا أهمس في أذن المليارات بأنني أقنع بالقليل، قد أتصور أنه ثمة أذن كبيرة بحجم جزيرة أتحدث عبرها مرة واحدة وحسب. هذا يبدو سهلا حقا. إنه يشبه أن تكن أحد هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم التحدث إلى أي أحد بأي وقت.. حتى أنه يخيل إلى البعض منهم أنه إله. لا يهم.. ملحوظة: من الأفضل ياصديقي الساهر اختيارا أو مرغما أن تعيد قراءة كلماتي مرة أخرى بسرعة كتابتها.. كأنك من تكتبها فتقرأها على مهل، ثم تضع حالتك الشعورية مع الكلمات، فيساعدك همسك وشهيقك وزفيرك، وعندئذ نكون قد اشتركنا في شيء لا أحد يدري متى بالضبط سيحدث هذا الأمر ثانية! هيا، اذهب ثم عد.. لما لم تفعل؟ هيا، لن يطير بقية كلامي، ثم إنه كلام عادي جدا على أية حال.. لدي رغبة جديد الآن.. وهي أن أسبح مع ذئبي المشتهى بين الكواكب، ثم نستقر على كوكب مناسب به احتياجاته منفصلة عن احتياجاتي حتى لانضطر إلى ممارسة نظريات الأرض ...