التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

في الظل..

تظل بعض الأمور معلقة داخلنا لاتفارقنا أبدا. أخذني بعض التأمل إلى رغبة تتكرر في معاودة قراءة البريد الوارد. لشد ما تعلقت أكثر بالرسائل التي سميتها تيمنا بما ورد فيها. أعني رسائل الظل. ها أنا الآن في الظل أيضا. أشعر بنفس مشاعر جهة الرسائل المجهولة. ما أشد الحزن، وما أجمله! قلبي الآن ممتلئ به. ولم يسري عنه إلا أني لما فكرت أول ما فكرت بمن يدفعه عني أو بمن أرغب في الحديث إليه؛ كان العدد قليلا وممن لهم مكانة أسمى مايكون فبدا طيف ابتسامة لهذا الخاطر،  فأنا على هذه المكانة عند أحدهم، وحتى لو أقل منها.. فهذا شيء يسعد القلب الحزين ولو قليلا! ألا ما أشد الحزن فقط.
 إن الإستيقاظ ورؤية الناس والتعامل معهم أمر مؤسف. لا يجب أن نتعامل فيما بيننا بشكل مباشر إلا حين الاضطرار وحسب. لا يجب على الإنسان أن يحيط نفسه بعديد من الناس، ولا أن يندمج مع أعداد غفيرة منهم! لذا فبذل الجهد في اصطفاء عدد منهم يتفق ومزاج كل فرد هو واحد من أهم الأمور التي يجب السعى فيها وبذل الجهد والوقت لتحقيقها. يجب ان تتوفر كل طرق تخليص الأوراق مثلا عن بعد، ويتم دفع أي رسوم بطريقة تقنية من حيث يجلس المرء. لنتحمل بعضنا البعض في العمل والمواصلات مضطرين حتى ينقضي الوقت! أما ان نتحدث في أمور غير مواضيع العمل او نتبادل الرأي في أي قضية تدور بينما نحن في المواصلات، فهذا وعهد الله أسوأ من قضاء ليلة في أجواء باردة خارج الجدران بينما يشتد ألم الأسنان. ما كنت أعتقد ان أقول ذلك يوم وأنا المحب لاجتماع الناس والترابط بينهم وأحد المقرين بحاجة الناس إلى بعضها! ربما ذلك الإقرار الأخير لاينفي رغبتي في البدء، ربما! لكني بتُ أخشى التعلق، ولا أرغب في رؤية أي أحد وهاتفي أصبح صامتا معظم الوقت، والتواصل الشخصي ذاته بات مع عدد قليل جدا من عموم الناس، ومنهم أقاربي المباشرين وحسب.. اولاء من تربيت معهم أو...

ثلاثية نجيب محفوظ

  من أين أبدأ في الحديث عن هذه الحكايا؟ للتو أنهيتها! ولدي عديد مشاعر الآن. منها مثلا أني فرغت من واحدة من أجمل الحكايات على الإطلاق! محفوظ؟ حكواتي لاشك! رهيب والله. كنتُ أنساب مع الحكايا واحدة وراء واحدة تشملها الحكاية الأكبر. مصر كنقطة في العالم بين حربيه الكونيتين. أو كمصر منفردة.. أو كحي قديم لم ينقطع عن تاريخه الأول. أو كأفراده واحدا واحدا وواحدة واحدة! لفت نظري أن قراء العمل قد خرج كل بما رآه منه. وللحق فيمكن لأي صاحب توجه أو طريقة في تقييم الأمور أو تلقي المكتوب أن يجد مايريد، وستتنوع حصيلة ما يجده الناس من النص كأننا أمام منجم أثري لاتنتهي كنوزه! سيجد صاحب الحكمة ضالته، وسيجد الباحث عن الأقوال المأثورة ما يريد، وسيجد صاحب المزاج والانبساط حوارات ومشاهد (تكيفه) وسيجد الباحث أصدقاء له، وسيجد محبي القصص عشرات الحكايات والشخصيات. رباه! لو أن لي القدرة على وضع كل ما بداخلي تجاه الكتب كما هو داخلي! لعلم العابر من هنا ذلك الأثر العظيم. مايقرب من ألف وخمسمائة صفحة. ثلاث كتب متتالية، تباطأت في بدايتها قليلا إلا أني سرعان ما أهيتها. كانت الكتب أمامي منذ فترة طويلة، طبعات...

هل عشتُ فعلا لهذه اللحظة؟

لا أدري مايسعني قوله فعلا. فمن ناحية لم يعد العمر أو أي رقم من ذو دلالة على أي شيء. مجرد رقم وحسب. ومن أخرى أنا رجل بدأ منذ ثلاثة أشهر تقريبا رغبة ففعلا للتوقف عن ادعاء الكتابة. نعم كسرت الأمر مرة أو اثنتين، لكن يعذر للعاشق والمجذوب بعض التأوهات. ومن ناحية ثالثة أكتب هنا فقط..! في المكان الذي ألج فيه وحدي. نعم.. هو ذاك! وحدي! اول أسمائي المستعارة. هكذا أنا الآن في الليل الطويل! روحي وحيدة. رغم كل من أحبهم ويحبونني.. إلا أنني في الحقيقة وحدي دائما. ثمة مسافة عظيمة بين ما أعتقده وما أفكر به عما لدى كل المحيطين بي..! ربما لهذه الوحدة أتيت هنا. لا أكتب هنا أو أمارس نوعا من فن المقالة أو النثر! أستغفر الله. كل ما هنالك أنني ومع بداية عام جديد من عمري وتناقص المدة المكتوبي لحياتي رأيت أنه من المناسب أن أقولها بصدق من رأى وعاش التجربة، فإنه ليس من رأي كمن سمع، ولا ينبؤك مثل خبير!  مع بداية هذا العام أتجه للصمت تماما تجاه كل شيء تقريبا. فلن أتكلم إلا إذا دعيت، وان تكلمت فسيكون الحديث مختصرا قدر الإمكان. وذلك لأنني وببساطة لست أرى نفسي أهلا للحديث في عديد أمور كنت أخوض فيها! رباه، كيف يجرؤ ...

تفاصيل عادية

  مساء الخير. ما الذي جرى؟ يقول الصوت الشجن: ع اللي جرى من مراسيلك.. ويكمل ثم أراني مرى أخرى مأسورا دون معرفة السبب الحقيقي بعد! ثم ما هذا الشارع الطويل الذي سأقطعه لأصل؟ هو نفسه الشارع الموازي لذلك الذي عهد إلي بربات شعري، فليت شعري، أينهن الآن! التفاصيل تتزاحم. كثافة لامثيل لها، ورأسي.. رأسي ياناس تنفجر مرة إثر مرة تلو أخرى! المسافة التي أقطعها لأصل كل يوم لاتساوي شيئا مقارنة بالمسافة التي يقطعها ذو القلب المثقوب الذي يغني داخلي كل ليلة: والقلب لا ينعم وفيه ثقوب، راغبا في الوصول، ولا أحد يعرف إلى أين، ولا لمن! هو يردد كل ليلة: متى وصلك يكون؟ ثم يغيب. هي نفس المسافة التي فقدت فيها مرة زرا من قميص جديد لم ألبسه من بعد، وفيها تلقيت رسالة مفاجئة خجلت منها ولم أعرف كيف يكون الرد. عامان مضيا، ولازلتُ خجلا ولم أرد بعد. يقول الصوت "متغربين احنا" والأجواء جميلة على غير العادة هذه الأيام! والأولاد في الشرفات هنا يتبادلون الحديث. كنتُ أظن أن هذا الأمر مع أولادي والأولاد في الشرفات المجاورة فقط. الآن يخيل إلى أن هذا سمت المدينة، وربما هناك متخصص ما في العلوم الاجتماعية يرصد مثل هذي الأ...