التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤
 لدي الكثير مما أود أن أقوله. حكايا خلوات قصيرة مؤخرا أكتشف فيها شخصا جديدا برز بينما أبحث عن الفتى القديم. وصمت مستمر لكن دوافعه تتغير، فمثلا تبدو الأشياء والقضايا أنها لا تحتاج جديدا ولا مزيدا من الآراء، فمهما يحدث بهذا العالم فليس ثمة جديد. ليس اكتشاف المرء منا لأمر ما جديد عليه أن هذا الأمر بالضرورة جديد على الجميع..! لكن، حتى لا تأخذني شهوة الكلام وتدفعني إلى حيث تدفع الشهوات غالبا، وللحقيقة وحدها أقول أنه يعتيريني خجل بالغ، ويملؤني حزن قتال. إن الحال يغني عن الكلام، ويقف أمامي يخرسني. كنت سأدنو من ربة شعر وأهديها قصيدة، وكنت على حافة الصحراء سأصعد الجبل محاولا البحث عن غار، أو خيال للعيش في رؤية نبوية. أليست هذه الحال مناسبة لتتبع شعف الجبال وقطر المطر؟! الانجازات الصغيرة؛ تلك التي تدفع اليوم ليلتحم بلاحقه فيصيران واحدا، ثم تصبح الأيام وحدة كاملة، فيكون العمر به العمل والرضا، وولو طاله بعض القعود فسيعقبه التضرر من الحال، ثم القيام لتحقيق المزيد منها. فتصير الحياة ذات معنى. كانت حياتي بالشهور الأخيرة ساحة لهذه الانجازات والتجارب التي جعلتني مقيما بعض الشيء على شكر نعمة الحياة....
 إعادة نشر: مرحبا. بعد يوم من الآن ولعله كألف يوم مما تعدون سأفتح باب شقتي، وسأدخل إلى المكتبة وآخذ أول كتاب وسأقرأه. لن أقارنه مع غيره، ولن أسأل الأصدقاء، لا، ولن أذهب لقراءة المراجعات عنه. سأظل أكرر هذه العملية حتى أنتهي من قراءة كل الكتب والأوراق التي أمتلكها جميعا، ثم بعد ذلك وحينما سأذهب إلى المكتبة لن أمر على الكتب وأتصفحها وأنظر في أغلفتها وإلى كتابها ومترجميها وتلك النبذات على الغلاف. سآخذ أول كتاب يقابلني، ولو كنتُ سأحرص على شيء.. على شيء واحد فقط سيكن تجنب الأكثر مبيعا. من الآن وحتى ذلك الحين سأحاول أن أصمت. أكره التحدث بصوت..! هل يمكن للناس أن يحاوروني بالكتابة وحسب؟ لا أحب الخوض في أحاديث كثيرة ومناقشات ممتدة لأني لا أحب ان أتكلم. وأشعر أحيانا بأني أكره أولاء الذين جلعوني أتحدث ولو مرة واحدة! وأكثر من أعتبر أن لي ثأرا معهم من جعلوا حديثي في مكبر الصوت! يقول نيرودا: "كم هو قصير الحب، وكم هو طويل النسيان" عجيب! كنت سأقول: لو أنني تحدثت إلى أحدهم مرة او غير مرة لفترة طويلة فهذا لا يعني نفاقي ومخالفتي لقولي في البداية. بل يعني أني أحبك. تخيل كل تلك الأوقات قصيرة! مرحب...

نصان يهوديان حول بدايات الإسلام

  قرأت الدراسة بجلسة واحدة. في مكة المكرمة. كانت فكرة هامشية بأن قراءة نص عن بدايات الدين في المكان الذي بدأ فيه الدين أمرا في ترابط مما يحبه القراء. لكن العنوان مخادع ! لأن النصوص غير محدد تواريخها بدقة، خاصة الأول. يبدي العنوان أن النصوص قد تكون بصدر الإسلام، لكنك تمتشف أن واحدا منهم في زمن الحملات الصليبية، والآخر ليس محددا فقط بكتابة حول بدايات الإسلام، وإنما عن قضية محددة لليهود، وذكر فيه الاسلام والمسلمين. في العادة أي مادة من الطائفة التي تسمي (مستشرقين) أتعامل معها باعتبارها فرضية حتى يتبين لي صحته من مصدر آخر. لكن حتى الدراسة هنا، لم تجعلني أشعر باي حاجة للاطلاع على صحة مابها. فالكاتب نفسه يقول أن النصوص هاصة الأول للحاخام الذي عاش بمنتصف القرن الميلادي تعرض لإضافات، فضلا عن أن البعض ينسبه لعصور متأخرة، وكل الآراء به هي فرضيات. لعل المعلومة الجديدة لي هي معلومة لفظ الفاروق وأن هناك روايات تقول أن مصدر من اليهود، لأن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، نظروا إليه ببادئ الأمر انه مخلص لهم. وهذه معلومة وأمر جدير بأن أتتبعه. وهذا اكثر ما شدني في الدراسة. أما النصوص نفسها من ناحي...
 ثمة لحظة حرجة.  عندها يتبدل الحال، وتنتقل أي مواجهة أو قضية لمسار مختلف. ليس في الأمر مفاجأة عموما، أو حتى أمر غريب. هي كقشة البعير. ليست وحدها التي قصمت ظهره، بل تراكم القش فعل. كذلك الحال مع الأحداث. فيما يحدث الآن بالمنطقة أظن أن الأحداث الحالية ليست النهاية، وأن الكيان لن يتراجع عن تدمير ليس غزة وحسب، بل الحق الفلسطيني بالكامل، ليبدأ ترسيخ واقع جديد، ثم فيما بعد يستمر بتنفيذ مخططاته. ربما يأنس المرء للرؤى والأحلام والأمل والتوقعات مثل حوارات مختلفة أبرزها توقع الشيخ أحمد ياسين رحمه الله عن نهاية الكيان الحالي بهذه السنوات. ربما. لكن الواقع لا يهتم بذلك. التغيير الفعلي يلزمه جهد بالغ، وتضحيات عظيمة، وهذا ما يقدمه أبناء فلسطين الآن، ومنذ القدم. ولنتذكر أن تغييرا لوضع قائم كبير، ثبت أركانه ونظامه، يستلزم جهدا كبيرا موازيا. لذا فالأمل الحقيقي بالله وحده وبطريقه، وبطول النفس. ربما أمر كهذا لا يعجب الكثيرين. ومنهم أنا..! أريد مثلا أن أجد ثورة تنهي كل شيء ودفعة واحدة. لكن المعجزات انتهت. يجب أن يتدافع الناس، وأن يستمر صاحب الحق في تغذية نفسه ومحيطه بكل ما يمكن أن يزيد من قوة موق...
مرحبا. كثيرا ما أحرك الشيء قليلا عن موضعه. نعم أحب وضع الأمور حيث يجب، لكنني وبشكل ما دائما ما أمارس لعبة الاحتمالات اللامتناهية. لدي شيء برأسي أسميه منذ البداية صداعا. إلا أني في الحقيقة لست بهذا القدر من البراعة لكي أسمي الأمور على حقيقتها من أول مرة. هو شيء آخر يتحكم بي ويحركني. يوجهني لسلوك معين، ويحلو لي ممارسة هذا الدور عندما تصل الأمور لذروتها، حتى لا أنفجر في أول غليظ طبع أو ظالم..! لولا تحريف بعض الأمور عن موضعها، ولعبة تحريك الشيء من هاهنا إلى هنالك، لكان خيالي ميتا الآن..! معاذ الله أن أحرف الكلم عن موضعه، فلستُ من حثالة الأمم. إلا أن هذا الشيء الذي يأكل رأسي ويملؤها بالتفاصيل وشبكتها المعقدة يجعلني أطرح كل الأسئلة الممكنة وغير الممكنة. لأن الأوضاع الحالية كما ترون، لامكان فيها لأي ساكن، أو معتقد بثبات حال ودوامه. يدوي في أذني الآن تساؤل تلك المرأة وهي تخبر طرفا عما تخيله أحدهم لفان جوخ قبل موته: ما الذي يفعله العقل بنا؟! إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة. لا أدري كيف أصف حالي هذه. ولشد ما أبغض ذلك..! أخبرعن نفسي بعدم حب النوم، أحاول اليقظة ما استطعت، وإذا قمت من رق...

الجمال في كل شيء.

 "الليل الليل، ودقة الساعات تصحي الليل" أدندن بالصفير مقلدا اللحن لمقطع من فات الميعاد، ثم أدير القائمة بشكل عشوائي فيأتي المقطع نفسه الذي أقلد من بين مقاطع عديدة. ربما ذلك فيما قبل كان ليكون مطلع نداء وحداء، أو ليلة نكتب فيها ألف كلمة وكلمة ثم لانكون قد قلنا مما يجول بصدورنا إلا كلمة.. فمن للألف يجلبها؟! هل تجلبها قصيدتكِ المحبوسة بصدرك وبصندوق بريدي؟ أم تأوهات كل الأهل بين القصف والحتف؟ تقول السيدة الآن: وهات لي قلب، لا داب ولاحب، ولا انجرح ولا شاف حرمان.  كان لهذا المعنى أثر فيما مضى، ولا أعني منذ سنوات عديدة او أشهر مديدة. بل لعله الأمس أو قبل الأمس بعام أو شهيق إثر قافية نسيب: فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا ** ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ أو زفير إثر قول الشاعر: أين الأحبة يا أبي أو ما دروا ** أنا إلى ساح الفناء نقاد كل الكلمات كان لها معنى، أو لنقل حالة جاهزة من التأثر. فقط هناك مايشبه مستقبلات الكلام فتوجه كل كلمة إلى مستودعها من المشاعر، فما الذي جرى؟! لا، لم آت هنا الآن لكي أشكي هما، أو أنشج. إنما لأحاول التشريح قدرالإمكان عما كان، وعما هو الآن فلعلي ...
 سألني منذ أيام صديق مقرب أن أجمع له بعض النصوص مما كتبت‘ فهو عازم على المضي بأمر جديد ويراني أو بالأحرى يرى كلماتي جلها أو بعضها جديرة بأن تسكن بعض الأسطر فيما سيحتكم عليه. رغم أنه يرى ما لا أرى، فلمْ أعترض. لمَ أعترض؟ هل حقا ذاك الاعتقاد القديم بأن يجب عليك أن تتدارى؛ مازال مسيطرا؟ ماذا طالما لست كاتبا، ولا أدعي وصلا بليلى القلم؟! فيم الحرج إذن؟ لدي أمور أخرى أريد أن أقولها غير الحديث عن طلب صديقي. لكن قبل أن أترك هذه النقطة تبقى أن أشير أني أعطيته رابط هذه المدونة ليختر منها مايشاء، ولدي خاطر أنه لم يدخل إلا مرورا. لا لعيب به، أو سوء ظني مني فيه. لا لا.. هو أكبر من هذا كله. لكن ثمة ما يجعل الإنسان دائما حريصا على الوصول للمعلومة، أو وضوح الطريق، فما إن يضع أول قدم، ويرى أول لافتة فيهبط عزمه، ويلين حزمه. إلا نفر قليل. تقول الأغنية الآن: ورب مستمع والقلب في صمم. الآن يمكنني أن أعبر هذه النقطة. لطالما كانت الأمور المعلقة هي المسبب الأكثر للقلق عندي. لا أستطيع أن أسكن طالما هناك أمر غير منختم. لطالما كرهتُ الإنتظار، لا أستطع المكث فيه دون رؤية أو خيال أو توقع مسبق. لذا أحرص تماما عل...

ميراث الصمت والملكوت

 قرأت للكاتب منذ سنوات مقالة "بئس هذا الناس" وهي من النصوص القليلة التي ظلت بالذهن لفترات طويلة، ثم سمعت عنه كثيرا فيما بعد، وعن قلة ماينشره رغم مايبدو من براعة نصه، ووجود مايمكنه قوله. وهذا أشد ما يجذبني في كاتب. الكتاب جميل، ورغم أني لست بنفس الانبهار القديم عند قراءة المقالة مرة أخرى، إلا أني أمام قارئ من العيار الثقيل. وهذا أكثر ما قد يعبجني في أحد. لدي حلم واحد فقط في الحقيقة، وكثيرا ما أقول من أين أبدأ به؟ ووجدت مثيلا لهذا الحلم بالكتاب، كما أن من الجمل المميزة التي علقت بذهني من الكتاب هي: أول خطوات تنفيذ الحلم هو أن تستيقظ منه. ومن المفارقات اللطيفة أن الكاتب تعرض لفكرة المفارقات هذه بإحدى المقالات. قرأت الكتاب باتفاق مع بعض الأصدقاء كقراءة جماعية، لكني  جائع للقراءة، وللهروب من واقع حياتي الحالي. سأسألهم عن الرأي طبعا، لكن لا أظن الكاتب ترك مجالا لهكذا فكرة. فهو طارح لأفكار وخواطر عديدة، تحير من يريد أن يحلل. سأتجه لمتابعة إنتاجه إن شاء الله. وإلى رحلة أخرى.