التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢٤
 مرحبا. من أنا؟ أتيح للعبد أن يراجع أمره، فوجد أنه قد مات. روحه القديمة التي كانت تبحث عن المعنى حينا، ثم تبكيه حينا؛ لم يعد يراها أحد. هذا الذي يسكنني ويكتب الآن، غير الذي أراد أن يكتب منذ يومين. ولا أقول أن الكلمات تبدلت والألفاظ تغيرت، والمعاني حل مكانها الجديد..! لا لا..! لقد وضعت المراجعات أمورًا جديدة لم تكن بذي بال. مات  الفتى في البداية، ثم حل مكانه آخر متوقد بالأمل والعمل، فراح الأمل، ثم قاد الغضب المسير. ومتى ما كان العمل خاليا من المعنى، أو الشعور فلا قيمة له. قد مات فرسان كثر في المعارك الأولى، لكن من تبعوهم تخلوا عن الأمل، ولم يتيحوا حتى للغضب نافذة، فأصبحت حياتهم بلا معنى، و أمسى ممات الأولين هباء. من خذلت أنا؟ لا أعرف من، لكني فعلت.. يسير المرء ويرتبط بهذا وذاك، ويفتح الأبواب والنوافذ، ثم يهتم بالتفاصيل كأنها أمه وأبيه، فتقتله، فتصير "دماء كل شيء بين عينيه ماء". هل أقول ليتني ما بدأت مراجعة نفسي منذ يومين؟ هل يفيد التمني بشيء؟ لكم تمنيتُ ألا أكون. سرقت جملة صديقي الغائب وصرت أعتقدها كأنها ركن الحياة الأوحد. ألم أقل أكثر من مرة: ليتني ما كنت؟! فلم ما زلت هنا؟ نع...

يشغلك الكثير؟

ثمة الكثير مما يشغلك ويشتتك. أنت مشغول بسيف المبارزة، وبالناس التي تشاهد، وبالعدو..! لديك الكثير مما يأكل رأسك. لا تشغل بالك بكل هذا. ركز فيما أنت فيه وواجب الوقت وحسب. هذا جانب واحد من الجوانب التي تجعل فيلم الساموراي الأخير هو أكثر فيلم قريب إلي. Too many minds.. ما واجب الوقت؟ هل أقرأ بفقه السيرة الليلة؟ أم أن المحاضرتين المتبقيتين أولى حتى لا أنسى ما درست من قبل؟ طيب ماذا عن ورد القرآن؟ أنا متأخر بالفعل.. عشرة أوراد لم أقرأها بموعدها..! هل نقول عشرة أوراد أم عشر أوراد؟! هذا جانب آخر، لو أنني كنت واظبت على دروس اللغة لما وقعت بهذا المأزق. المأزق الذي كان السبب الأول في وأد مشروع كتابي الأوحد. ماذا لو كنت كتبته؟! ماذا لو كنت جلست على رسائل الغياب كما كانت النية فأعيد النظر وأقلب صفحات تلك الروح التي كانت على حافة الدنيا؟ ماذا طوى تلك الأيام؟ صديق غائب؟ دنيا عاصفة؟ ضحك مبالغ به يدل على الافتعال. صمت عن الناس والأحباب، ومشاهدتهم يقدمون الحب والبذل و (أنا صامت كجدار)، فيموت كل شيء، ويبقى الافتعال. كم تبقى من الليل؟ ألا يجب ان أعود إلى سؤالي الأول، ماذا يجب ان أفعل الليلة؟! NO MIND.. طيب...
 مرحبا. أنا مصطفى، تغالبني رغبات وكلمات عن المسائل والأحداث، وتعليقات عن الناس وتعليقات الناس. ثم غلبتني حتى أجدني منصاعا لها ومالكًا لتك الجرأة التي تورد الرجل هلاكه أو سلامته.  والجرأة على الكلام لا يلملكها إلا اثنين، شجاع، أو أحمق. وأنا كما عرفت نفسي وعرفتني مواطن الإقدام لستُ شجاعا. فيا تعس مصطفى. بالمناسبة: أي الرجلين أنت؟! كلما هبت ريح محملة برأي قد نضج ويجب أن يقابل بالتجربة والرد عليه، أعود فأنكمش وأكتفي بالتدافع داخلي، خشية ما أجد. من مدة وجدت الرجل له باع من اطلاع وعلم وكلام يجيزه في أعين الناس ويضعه في منزل المستشار، إلا أنه فجأة تعرض لمسألة فيها ألف ألف احتمال، فتركها كلها وأخذ أسوأ مايفهم، ثم عرض رأيه مطعما إياه بكلمات براقة يفهم أنها لرفع الرأي إلى نزلة البيان، لكنها كانت كعلامات الحمق..! في مشهد من مسلسل "عمر" ثمة حوار بديع ببيت سهيل بن عمرو، بينه وأولاده. يقول له ولده عبد الله مامعناه: إن الفصاحة إما أن تكون لك، وإما أن تكون عليك. أخبرتكم بأني لست شجاعا. وإلا فما يمنعني الآن من قول ما يفتعل داخلي؟ في الحقيقة الأفضل أن أقول: ما الذي يمنعني حتى الآن من قول كل ما...
 أطمح في هذه الدقائق أن أكتب نصا أخيرا لشخصية لا أعرفها، بينما في الحقية أقصدني. أطمح أم أرغب؟ التفاصيل تأخذ مني وقتا يجب أن يكون مخصصا لغيرها. وإني لو كتبت هنا سطرا عنها، فبذهني ألف ألف لم ولن يكتبوا. المهم، أقف على العتبة، وأنظر إلى الباب تحدثني يسراي بالطرق عليه، وتتردد يميني. أسمع أصواتا من الداخل تخبر عن عائلة ومرح وود وترحاب. لكني من ناحية قطعة ناقصة عن هذا الكمال بالداخل. لو أني تقدمت لنقصَ هو لما أحدثت به. أو ليس بعد التمام إلا النقصان؟ ثم من ناحية أخرى، تغزوني تلك الفكرة الغريبة التي طرقت مسامعي اليوم، فقد يكون الحصول على كل شيء ليس كافيا في النهاية..! هل تتخيلون هذا؟ لأول مرة أفكر في هذا الأمر. ماذا فعلا لو لم يكن الحصول على كل شيء كاف؟! لعل النص الأخير هرب كالعادة، أو أنني لم اجد الشخصية المناسبة -بعد- التي ألبسها ثوب كلمات تخبر عني، وتحكي طرفا من الخبر الذي أرتضيه عوضا عن كل الكلمات التي سأكتمها. لكن هل وصل بي العجز إلى أن أقرأ ثلاث قصائد ولا أتذوق بيتا واحدا؟!
 مرحبا. لدي كل ما يجعلني أتقزز من هذا العالم، وهذا الناس. لدي كل الأسباب والدوافع والتبريرات لأن أقوم بكل ما يفعله الأوغاد دون أن أكون واحدا منهم، أو حتى أفكر بذلك، وإن تجرأ أحد وحاول أن يقولها بوجهي سأطلق عليه كل ما أختزنه من غضب منذ أن وعيت. وهذا بشكل عام.  أما بشكل خاص، فلدي حالة من التعلق بشخصية خيالية. أضحك على نكاته، وأهرب من لحظات بؤسه، وأفرك رجلي لأني أحس بالتعب بنفس الموضع الذي يشعر به، وأخيرا لدي إعجاب بالغ بما ينتعله من أحذية..! إنه يحصل دائما على الأحذية التي أود أن أمتلكها..! بالإضافة طبعا للبيانو. أما بشكل أقرب وأقرب، فإن كل الأشياء منذ عدة ساعات بدت بلا فائدة ترتجى، ولا نفع يطلب، ولا فعل صادق بقدر صدق السيف، والذي لا نملكه. أكتم كلاما كثيرا عما يفعله الناس جميعهم بلا استثناء. كل هذا هراء لا يعول عليه، وكلنا حمقى. ولأني قد أتحكم بكل شيء إلا الصداع الذي يرافقني الآن، فيجب أن أدعه يتكلم دون أن أقف رقيبا عليه وأمسح من كلامه سطرا أو سطرين. قد أكون أنا المتكلم، أو قد يكون الآخر، لا أدري..! لكني موقن وبشكل مؤكد - وهذا على غير العادة- أنه لا مفر من أن يتخلص أحدنا من الآ...