التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

محفوظات بعنوان أنا مصطفى

 مرحبا، أنا مصطفى، وهنا كل ماقلته سابقا تحت هذه التحية: مرحبًا .. أنا مصطفى. عبرتُ سن الثلاثين فجأة. لم أتوقع ذلك بالمناسبة، كانت أمنيتي أن أموت شهيدًا وقد سمحت الظروف بذلك مرارًا لولا تأخر، وكنت أتوقع أنني سأموت بالضبط عند التاسعة والعشرين. لا أكره الناس، إنما هذي الأفعال التي تصدر منهم ليست من قبيل إعمار الأرض، ولا الحرص على الآخر، لذا أفقتد جدًا لحظاتي مع حيوانات جدي في الحقل بعيدًا .. هناك حيث تمنيت قائمتي بالكامل .. حياة مع الزرع والماء والحيوان، ولم أتمنى شيئًا عليهم فيما بعد إلا مصاحبة ذئب أبيض، و مسير كل حين إلى أطراف مساكن الناس فأسمع الناي، وأعود لأنام في كوخ من القش. كنتُ حريصًا في البدايات على اكتساب الكثير .. الناس والمهارات والمال، والآن أكره كل ذلك السعي القديم. لمّا لم أمت عند التاسعة والعشرين صرت أتمنى أكثر .. أذكر رغبتي في الحصول بالإضافة إلى مصحفي بالحجم الصغير الذي به معان الكلمات وأسباب النزول، وكتابي وحي القلم وبلدي، ورواية وحيدة لم أعرفها بعد لأن كل ما قرأته لا أعتقد أنه يصلح لرحلتي ألأخيرة، فبالإضافة إلى ذلك أتمنى فقط الحصو على آلة كمان وساعات من الوحدة. هذا...
آخر المشاركات

التعريف بقناة "في الظل" على التليجرام.

 نشرت في 8 فبراير 2024. وقد تحذف هذه القناة قريبا. --------------------------------------------- لم في الظل؟ لأن التفاصيل تقتلني. أو لعلها فعلت! لأن تجربة أمر ما هو شيء بغاية المتعة، إلا أن الحواجز والجدران التي أقامتها الأيام طالت واستظللنا بها حتى نسينا النور، وحتى قالت النفس: "ياويح عمرك (بالظل) الطويل رُمي" ولأني أخيرا وقفت على حقيقة أمري، وموطني، ومنزلي. لست كما ادعيت مرة في قلبها، ولا أيضا في مطلع قصيدة البردة، لا، ولا أمنية أحد، ولا ببال ناعس طرف. يقال في المناطق الجبلية أن الصدى هو أنت، لكنك بالخيار، إما تراك مخلدا، أو مجرد وهم. نعم، دائما هو الاختيار ما يحدد اتجاه المرء. أنت وما تختر لنفسك. حياتك هي تبعة اختيارات متعددة، وقد لاتدري وأنت تفعل أن الأمر بهذه الخطورة. وأنا اخترت الظل، أو لعله هو اختارني. أو ربما التقينا بسفح تل حين شروق هو الأخير. ولأن ما أقوله لايعدو كونه حديث نفس، وثرثرة ضاق بها صدر غافل، فأبى إلا ينشر بعضه، فهل ترى؟! أليس ما اخترت من قول وهزل هو ماجعلني متهيب الشمس وصعود التل؟ المكث بالظل قد يبدو لعين الرائي فعلا ينطوي على حكمة منتظرة أو بيان يختمر، و...

أحلام..؟؟

 مرحبا. في حوار بسيط منذ عدة أيام أوضحت رغبة عندي بالعيش في عالم الأحلام. فأحلم بشيء ما ليلا، يؤنسني في النهار، أو يضيف لي فكرة أو شغلا للوقت، أو ربما أحلام متتابعة، أو حلم مكرر. لا يحدث لي هذا الأمر، رغم أني كثير كثيرا ما أفكر قبل النوم في تفاصيل محددة وأمور بعينها لكي أحلم بها. لا يحدث ما أريد. لكن على فترات متقطعة أحلم بأمور منها أو أخرى أرغبها وأفكر فيها، وتكون على غرابتها مرتبة بشكل يناسب الواقع، وبكشل يجعلني أتذكرها بالتفصيل، وأنا من أنسى الأشياء. اليوم مثلا، حدث لي شيء غريب. استيقظت بألم في ركبتي. ألم لا يحتمل. لكن لم يكن محسوسا بشكل مادي قط..! فقط أشعر بأنه ثمة ألم لكنه لا يوجد..! ولم أحلم بأي شيء سوى أني شعرت بألم فيها فاستيقظت بسببه وبقى هذا الشعور النفسي. وضعت رباطا حول ركبتي اليسرى المتألمة نظريا، ورادوني نفس الإحساس عندما أضع هذا الرباط وقت الألم فعليا. كان باليمنى بعض الألم لكني لم أعيرها اهتماما. نمت مرة أخرى، ومازال الرباط حول ركبتي بعد أكثر من 5 ساعات، ولازلت أشعر بنفس الألم غير الموجود..! ههه.. وكنت أحسبني لا أفهم الغرائب والترميز والتناقضات.. الآن أعيش واحدة منها...
لعل هذه الساحة هي الجدار. الجدار القائم بمفرده في الصحراء. مع مرور الأيام تتزايد الأعباء والتكاليف. وبالنسبة لي فإن أمر التكاليف المادية هو آخر ما أقصده بالحديث عن هذا الأمر. أما تكاليف الناس والعلاقات ومن تربطنا به روابط الدين والدم واللسان، فهذه والله أشد ما يثقل على المرء. الجدار.. ربما دلالة على البناء أو المأوى، والصحراء ربما دلالة على الوحدة والهروب أو الخفاء.

القوازق

  رحلة انتهت. القوزاق. ليست مراجعة للرواية بقدر ما يمكن أن تكون طرفا من الأشياء التي شعرت بها في الفترة من 11 حتى 14 ربيع الأول 1446." يجب ألا أقرأ الروايات بعد الآن. أو ربما يجب ألا أقرأ غيرها. شغلني للغاية ديمتري (أولينين) في سعيه وبحثه عن السعادة أو المعنى أو ربما نفسه. فمن ناحية هو يبحث عنها في الأماكن التي أتخيل سعادتي فيها، ومن ناحية أخرى يشغلني حاله مع المرأة التي تشغله. أو لعل المرأة نفسها تشغلني. في أي قراءة لي برواية وعند النقطة التي تجذبني، أنتقل بكاملي في عالمها، متخليا عن الشعور الأوحد بشخصيتي الأقرب، أو البطل نفسه، للشعور العام بكل مشاعر الشخصيات. هل لأحدكم المقدرة على أن يتخيل كل هذه التداخلات والتفاصيل، ومقارنة الحدث بزمانه ومكاني بزماني أنا ومكاني الحالي، أو زماني ومكاني المتخيل؟! في زماني ومكاني هذا عالم كامل به كل من أحب من القصص ومن الحياة من قابلتهم ومن لم أقابلهم بعد، عالم مخصص فقط لمن أحبهم. ورغم حبي للعديد إلا أنه لم ولن يزدحم أبدًا. ليس ثمة مكان أكثر اتساعا من خيال قارئ غريب عن عالمه. بالأمس حلمت بأولنين. كأنني هو أو أني أراقبه ملاصقًا...! لكني كنت متأكدا ...
يا مصطفى.. أتيت لأكتب  إليك لأنك وحدك تدرك كل شيء عن داخلي. تعرف أن اللفظ المكتوب هذا ليس مجرد أحرف متشابكة، لكنها روح مشتعلة، وغضب كامن. لم يعد يحركني إلا الغضب وامتلاء الداخل..! وياللسرعة التي يمتلئ بها هذه الأيام!! بتُ أسمع يا مصطفى الأمور التي لم يكن يقولها الأهل والأصدقاء المقربين. أمسيت أستغرب نفسي والناس والحال. هل أنا حقا كما يقول هؤلاء الغرباء؟ أحقًا بي هذه الصفات؟ كنت أعتقد أنه لا شيء منها قائم ولا أمر حقيقي. تعرف يا مصطفى؛ بداخلي تجاه الغضب المشتعل هذا بعض امتنان. نعم! لأنه الشيء الوحيد بهذه الأيام الذي أجدني مستنفرا معه، ومتفاعلا مع بعض الأمور على حقيقتي. أشعر بأني إنسان. من المؤسف أن الشعور بالإنسانية أصبح غائبا، ثم أمسى حاضرا مع الغضب وحسب. أود أن أقول الكثير والكثير والكثير. أود أن أفرغ ما بداخلي. لكن لم أعد أستطع. عرفت عنك نفس الأمر مؤخرا بالمناسبة. نقل لي البعض قولك أنه ما عاد بمقدرتك وصف مابداخلك فعلا. آه يا مصطفى .. كنت ترغب في الناس وترغب عنهم، ونفسك التي بين جنبيك باتت ترغب عنك أيضًا. غربتك دائمة. تعرف؛ سمعت اليوم وردة تغني: مانفع ورد فوق قبري ينثر؟! دخل ر...
 لأن المشترك فيما بين الناس قد اندثر، وصار كل امرئ يجعل غلبة الصواب برأيه ثم ينطلق على الملأ من صحبه وأهله قائلا: رأيي الحق وإلا فلا..! وهذا شيء لا يمكنني تحمله. لا أستطيع كما البعض موائمة الظرف والحال حتى يمر بعض الوقت. هذا لا يرضيني. صحيح؛ ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا..! هؤلاء الذين ينظرون في المرايا فينطلقون إلى الناس مصطحبين وهم تميزهم عن البقية، والتفرد عن كل أحد؛ كيف تطيقهم المرايا؟ لو كان للمرايا فم ولسان لبصقت عليهم. أين ذهب الخلق والعرف بين الناس؟ ما معنى كل هذا؟ لم يحدث كل ما نرى؟ والأحرى: لم لايحدث ما يجب أن يكون؟! ياللمهانة..! أجلس على أريكة أتحسر على ذهاب الخلق والحق بين الناس، وغيري يحمل روحه على فوهة رشاشه بيد مصابة ليغير الأمر. فإنا لله.. قد عرفنا كيف تصير جهنم حطبا..!