التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤
 لأن المشترك فيما بين الناس قد اندثر، وصار كل امرئ يجعل غلبة الصواب برأيه ثم ينطلق على الملأ من صحبه وأهله قائلا: رأيي الحق وإلا فلا..! وهذا شيء لا يمكنني تحمله. لا أستطيع كما البعض موائمة الظرف والحال حتى يمر بعض الوقت. هذا لا يرضيني. صحيح؛ ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا..! هؤلاء الذين ينظرون في المرايا فينطلقون إلى الناس مصطحبين وهم تميزهم عن البقية، والتفرد عن كل أحد؛ كيف تطيقهم المرايا؟ لو كان للمرايا فم ولسان لبصقت عليهم. أين ذهب الخلق والعرف بين الناس؟ ما معنى كل هذا؟ لم يحدث كل ما نرى؟ والأحرى: لم لايحدث ما يجب أن يكون؟! ياللمهانة..! أجلس على أريكة أتحسر على ذهاب الخلق والحق بين الناس، وغيري يحمل روحه على فوهة رشاشه بيد مصابة ليغير الأمر. فإنا لله.. قد عرفنا كيف تصير جهنم حطبا..!
 مرحبا. أنا مصطفى. أتتبع أمرا يغيظني من نفسي، ومما آلت إليه الأمور. "يقول المداح الآن: فما لعينيك إن قلت اكففا همتا؟" فيما مضى لم أكن أود أن أكون بمقعد يرى الخبر ولا يصنعه، وبموطن مشاهدة لا ممارسة. ولأن شيئا جديدا يطرأ على المرء كلما تغيرت الأيام وتبدلت، فقد برز فجأة شخص معين كان دائم الحديث والدفع بتوجيهات يمل المرء منها حتى يمل من قائلها. المهم برز فجأة بصوته قائلا: افعل ودعك من تبدل الأيام. ورأيت أن أقيم حواري معه الليلة، إلا أني تبدلت مع الأيام، فسببته بلفظة واحدة يعرفها عدد قليل من الناس. كيف يطيق الناس الكلام مع كل ما يحدث حولنا؟ لدق لاحظت الآن أنه ثمة حربا في الشمال تتسع، وفي الجنوب حربا تتسع، وفي الغرب أخرى أخذت مساحتها. غدا تتصل كل هذه الحروب وتصبح واحدة. والناس ما زالت تتكلم. تقرأ الكتب وتكتبها وتنشرها. أنا أكتب في دفتري الجديد. ولا يأخذنك الظن إلى امتلاكي واحد قديم. كان لدي، لكنني أتلفته عمدا. وسأترك لخيالك مساحة. للتلف صور عديدة. أعجبتني الجملة الأخيرة، وليس ذلك من باب الاعجاب بالرأي، لكني كنت أتساءل دوما عن اختيار عنوان نص ما، خاصة النص القصير. للتلف صور عديدة. ي...

خاطر..

 مرحبا. من الطبيعي أن يعترض للمرء ما يضايقه أو يحيط به ما يصيبه بحزن أو يعتريه ملل أو هم. هذه هي طبيعة الدنيا والحياة، لذا لا يدهشني الأمر ولا أراه غريبا. وما ليس غريبا بالطبع يجب قبوله وتفهمه، وما يفهمه المرء يجب ألا يحزنه. وعند هذه القناعة أجد التفاعلات البشرية من حزن جارف أو جزع مخيف تجاه أي حدث دنيوي؛ أراها من الأمور التي يجب أن تأخذ حظها فقط من الانفعالات العاطفية اللحظية ثم يمضي الإنسان في تفكير ليقرر أي الخطوات يجب أن تلحق بعاطفته. ----------- أعرف عن نفسي أمرًا، أظنه خفيا وعميقا لا يقدر على الوصول إليه أحد. وعلى وجه الدقة: كنت أظن ذلك؛ فما لبثت في فترة كنت لا أقدر على كتمان كل ماتفعله الملاحظة والتفاصيل بي؛ فظللت أكت وأكتب حتى أصبحت الكتابة متنفسا غير كاف..! فلما صمت وطلبت الأنس في أمر آخر؛ أتتني رسال من مجهول يضع يده على هذا الأمر ويشرحه كأنه كان داخل أعماق نفسي. عندئذ: احترت. وربما بسبب هذه الملاحظة من هذا المجهول بدأت أتوقف كثيرا عما كنت أقوم به، وعلى الرغم من أن ذاك التوقف كان على عكس النصيحة التي أرفقها الراسل (وما أؤمن به أيضًا) إلا أني قمت بالأمر. أتساءل: هل من الفصا...

فقه السيرة

  الحمد لله، انتهيتُ من قراءة كتاب فقه السيرة الليلة للشيخ محمد الغزالي. في العام الكتاب جيد جدا. والشيخ رحمه الله لم يتعرض فيه لتفصيل الأحداث كالكتب التي قرأتها من قبل في السيرة. بل في استعراض أهم المواقف وخاصة تلك التي في جانب بناء الدين ومواجهته محاولات الهدم المستمرة من المشركين بمكة ثم مجتمع اليهود والمنافقين بالمدينة، فالأعراب الضاربين في الصحراء ثم عرب الجزيرة فاليهود خارج المدينة فالروح على أطرافها.. إلخ. يستعرض الشيخ هذه الأحداث ثم يقص القول فيها بكلامه وأسلوبه البديع المنساب فيقع في النفس مباشرة، والشيخ لمن يعرفه كان غيورا على دين الله و عقله لا يهدأ في محاولات فهم النص والحدث والتوجيه، ثم يربط هذا كله مع وضع الأمة حاليا ويضعه أمامنا. وقد خبرت الشيخ رحمه الله من قبل في بدايات ما قرأت، فله مكانته، وله فضل خاص علي رحمة الله عليه. لم أقرأ الكتاب من نسختي التي اشتريتها. فتلك هناك في بيتي بمصر، لم آخذها معي حين السفر لأنها متوفرة pdf وكنت آثرت أخذ التي لا نسخ مصورة لها. ثم شاء الله أن أجد نسخة مطبوعة عن صديق هنا فقرأتها منها. وقرأت الكتاب على فترة طويلة، إذ بدأت فيها برمضان أو...
 مرحبا.. لو كان الأمر بيدي لسافرت شمالا، بصحبة نجمتي بالشرق وبعادات أهل الجنوب. أيضًا كنتُ لأقلد صاحبا لي حاكما لأني أعرف أنه سيكفلني وسيهتم بأسعار الكتب، وبإعادة طباعة أهمها. ولعلي حينها أهديك المؤنسة مفصلة على مقاس روحك، ومقدمة لإيقاف كل هذا التردد. لم المؤنسة بالذات؟! لا لكلماته أو معانيها، أو محادثة الأخلاء...! بل لأني أحبها وأتعلق بها. أو ليس يجب أن تُحب؟ كل هذا البيان المعجون بالروح والتلقائية يجب أن يحب. حق الجمال أن يُحب. هذه جملة تصلح كحكمة. ربما معجبا بنفسي أقولها بصياغة أخرى: لا مقابل للجمال إلا الحب، ولا يضاهي حقه إلا ذلك الشعور العميق الذي يقلقل القلب من موضعه. لقد تذكرت الآن أمرا قديما.. وقت أن كنت أتمنى عمل كتاب فريد في بابه، وسيكون كتابي الأوحد. كانت المؤنسة صاحبة الحضور فيه. أضع أبياتها عناوين الفصول وشارحتها. كنت سأضع قلبي في تلك الصفحات التي اشتهتها نفسي. على ذلك الكتاب الأوحد، بدأت علاقتي بالكتب والأدب عن طريق الأشعار. فحاولت كتابته والتقرب منه ووضعت عددا من الأبيات الناقصة وغير الموزونة ثم ما لبثت أن توقفت تماما، متمنيا أن أكتب قصيدة واحدة فقط قبل موتي. لا أرجو...
 عزيزي الفراغ.. قد أدركتُ الآن أني أبحث عنك أنت منذ مدة إثر الكلمات التي تتصارع داخلي. من كتب إليك قبلي يا سيد المساحات غير "كاثلين كيلي"؟! يُخيل إلي أن أحدا ما فعل ذلك نصا. بالطبع يأتي إليك العديد. وأنا قد فعلت مثلهم. إلا أن "كاثلين" لما قررت أن تودعك نفثة لمجرد أن تقولها وحسب أوحت لي بالتصريح بالأمر. أشعر يا عزيزي أني مثقل، ولكن بطريقة أخرى أحس بأني خاوٍ..! كيف يجتمع الضدان، وكيف يستقيم الأمر؟! أخبرك بالحقيقة: لقد مللتُ الطريقة التي أتفوه بها، وأتعامل بها مع الناس، ولا أقول مللت الناس. فإن أصل الداء لأي أحد داخله. وكما تعلم "من كتم داء؛ قتله". إن الحديث عن معنى الحياة والوجود وكل هذي الشعارات لم تعد تصلح لأن تقال. في الحقيقة أصبحت هذه الأفكار زيف ومحض هراء.. ويالمصطفى القديم.. كان مسكينا أضاع تفكيره ووقته في أمور لا تصلح. ومازال مسكينا..! عزيزي الفراغ.. مما قد يخاف المرء؟ وما قد يضايقه؟ نخاف من الموت والقيد والمرض والناس والمسؤولية والفضيحة والفقر والحاجة وقيادة المركبات والتواجد بها والحرب والحصار والفقد، وغيرها..! أنا أخاف من العيش، وأخاف ألا أشعر. الي...