التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠
  تقفز بذهني الآن جملة كريم: تتصارع الكلمات برأسي كقطيع من جاموس بري مذعور. أصارع الوقت والنفس والرأس لجلب النوم دون فائدة. تتجول برأسي كل ما أمر به ملاحظا له جامعا تفاصيله دون الحديث عنه ولا حتى محالوة اتقليب الرأي مع أحد فيه. أمور شتى، ومتنوعة حتى تكاد تلامس كل فرع من فروع الحياة وتدخل كل باب من أبواب البشر. رأسي تكاد تنفجر أو أنها انفجرت ومالدي الآن آثار تدمير مضى وقضى. لم لا يمكنني أن أدون وكل شيء كسابق أيامي؟ لمَ لمْ يعد بإمكاني البصق على العالم والأخبار؟ هل ثمة شيء يستحق أن نضحي من أجله بترك أحاديث أنفسنا؟ إلهي.. كيف يمكنني القبض على العمر فلا ينفلت هكذا؟ أريد قبضة واحدة عليه ولو لثوان معددوة! ها أنذا.. أطرح سؤالا بكيف فيقفز إلى ذهني عديد أسئلة.. كيف أنسى عند بابي القمر؟ كيف السبيل إلى وصالك دلني؟ إذا حل "أمر" بالفتى كيف يصنع؟ أظن أن كيف تصل لقمة بلاغتها حينما تطرح أسئلة لا إجابة لها! أسئلة الحيرة والندم ربما، وربما الأمل وفسحة من الخيال. ماذا طيب لو كنت قلت بتحريف قلبل للأغنية: أين مني مجلس كنتُ به؟ هل ستتسابق كل أسئلة أين إلى رأسي؟ أم أظل أبحث عن موطن الراحة ومستقر ا...

إلى كريم بركات 3

 هل أصغيت إلى الأوبرا من قبل؟ ليس السماع العابر ما أعنيه، بل الإصغاء والإندماج بالكلية! أنا لا أفهم مايقولون.. لكن الآن وبشكل غير مرتب له دارت إحدى أكثر أغاني الأوبرا انتشارا، وأقول هذا وأنا لا أعرف اسمها، فقط أراها كثيرا في الحفلات وما إلى ذلك! يحدث أيضا أن تنجذب إلى طيف امرأة ليس له وجود، أو إلى وهم وبصيغة أخرى صرح من شيء محبب إليك تنقيه من كل الشوائب فلا تجعل به عيبا وتهتم له كل الإهتمام حتى (تكاد تجن به وتوشك أن تعبده). دارات في الأيام الأخيرة صورة من محادثة بين فتاتين إحداهما أحبت رجلا رأته في الحلم لطيب ما رأته منه. لا أعرف كيف يتداول الناس هذي الصورة بشيء من مزاح؟! عجيب، كيف يعيش من لا يندمج مع حلم عابر ويجعل منه قصة وواقعا ورغبة ولهفة وانتظارا لا يمُل منه؟ هل ثمة من يعيش دونما حلم؟ دعك من الأمل عندما تقارنه بالحلم.. الأمل صيغة صالحة لمدربي التنمية البشرية والموجهين وكل متقلدي منصب النصائح. الحلم لفظتنا ومنهجنا ومساحتنا الخاصة نحن وقود هذه الأرض وأطياف الدخان الصادر منه. نحن من يتأثرون بكل التفاصيل ولو كان لحنا من لغة غريبة يسمعه آخر يسكننا، فنندمج أكثر و نظن أننا نسكن آخرين...

رغي 15 سبتمبر - أعوام ماضية

 -1- 2019 لا ألتفت، لكن بي رغبة .. لا ألتفتُ ولا أصل. أوقفتني قصة منذ قليل فهممت بإلتقاطها إلا أنها مضت مع امرأة جميلة تقود سيارة مسرعة. ..... ماذا أصنع ورأسي أصبحت شبكة كبيرة من الخيالات والأمنيات المعلقة وأبيات الشعر وأقوال الحكماء والأمثال الشعبية وأراء لم أخبر أحدًا عنها وانطباعات عن الأحداث، ومقاطع التلاوات النادرة والحفلات القديمة وأناشيد وغناء ورسائل لم تسلم لأهلها؟ رأسي مشوش تماما .. لا شيء في موضعه تقريبا .. الك ييحث عن مكانه وأنا أدعي بأنني لا أبالي رغم نوبات الصداع المتتالية! تشتبك لوحات مجلة العربي بأغلفة روايات عبد الرحمن منيف وكونديرا، وقصائد فندق الأرق مع قصائد رسول حمزاتوف، ووجهها مع وجه لفنجان قهوة أعددته مع قهوتي ذات مساء وجلستُ بالشرفة مع طيفها الذي ترك القهوة باردة. حينها كان حقل قديم عبر الإذاعة من سورة يوسف، ولما انتهى أدرت قائمة لتسجيلات لدي فقيل على الترتيب قصيدة عن سمك حزين يعبر بحيرة العالم، وإنشاد لنهج البردة من حضرة مصرية، ومقطع مدته قصيرة لا أعرف لمن هو لكن كان مافيه: الليل يكشفني تماما، يرفع عني كل ما أتخفى به من أحلام وأمنيات قديمة ويجعلها تتراقص أمام...

بحثا عني .. لم يجدني!

  أشعر الآن أكثر من أي وقت مضى بالرغبة في السفر مع قبيلة تتجول بين سهول ووديان بلاد آسيا الوسطى. أيضا بالرغبة أن أرسم بالكلمات ما يمكن أن يصل إلى الآخر حينما يراني. كيف يمكن لي أن أكتب بالكلمة ما أنقله إليك بنبرة صوت ورؤية حركات يدي والنظر بعيني؟ لا أرغب في أن أقول: لافائدة من كذا وكذا بعدد من الكلمات. يمكنني أن أطبق شفتاي فقط. آه يا إلهي! هل يدرك أحدهم الآن أني أنقر على لوحة المفاتيح بغضب كضارب عدوه من شدة الغضب؟ ومما أغضب؟ هذا يبدو يسيرا عند عدد من الناس، لكن البعض يا أصدقاء يتميز من الغيظ لأنه لا يستطيع ان يقبض على كلمة واحدة تعبر عمّا يمر به. مثلا، تاهت مني كلمة الآن هي مفتتح لغيرها. كيف يمكن لإنسان أن يضع خمس دقائق من الحيرة والغضب والتقصي عن كلمة مرت بالرأس فبديلا عن إلتقاطها أخذت هي قبيلة مما لدي؟! كان يجب أن تنظروا إلي لتفهموا ماذا يعني ذلك كله! أحسد أولاء القادرين على تطويع الكلمة وإن تاهت واحدة قدروا على جلب أختها. يالأسف، كأني أراني في صورتي القديمة بساحة أخرى قبل انتشار هذه فكنت أبحث عني، وكانت آخر المشاركات تقول: بحثا عني .. لم يجدني!

الآخر .. من؟

  مرحبا، هذا صعب جدا. أعني أن تجد نفسك تبحث عن مأوى فتقرأ حتى إذا استشعرت ملائمة المكان فتجد شعور الغربة يقوى، ثم تقرر أن تبني أنت مأوى بكلامك فتجلس عاجزا عن نظم جملة واحدة لمدة ساعة. هذا صعب، و أظن أنه محزن أيضا. ما الدليل على النجاة؟ هل نجي حي ما، أم أن النجاة في مرحلة لاحقة؟ للبيوت القديمة روائح خاصة. ثمة مابها غير الحجارة. تُرى هل هي أرواح من سكنوها؟ نجت الحجارة وأهلها لا! أنا مرهق قليلا الآن.. لا، أكثر من القليل بقليل. برأسي عديد صور ورسائل متوهمة وأخرى لم أسلمها لأحد، لذلك أستغل المساحة البيضاء أمامي. رواغتُ قليلا إذ ذكرتُ البيوت القديمة وختمت الجملة بالنجاة لأربطها بما قبلها. بائس! ويزيد في الأمر أني استسلمتُ لسيطرة القواعد فإما أن أكتب بها وإما ألا أفعل أبدا! فصرت أتردد قبل كل كلمة بعدما كانت الكلمات تنسال مني تباعا كأحضان الأحبة بعد غياب طويل. "كتبت حاجة ومسحتها" فكرت أن أمسح كل ماسبق وأكتب هذه فقط. ثم قلت لنفسي: هذي الكلمات الثلاث أثرها داخلك نافذ، فترى كيف يقرأها الآخر؟ بالمناسبة لدي هنا فكرة لا أعرف إن كنت سأصيغها بالصورة الصحيحة أم لا، لكني لا أكتب القرآن على أية...

لم يكن مجرد صوت ناي

  مرحبا، أشعر بتخمة وأرغب في الحديث. عند هذي اللحظة التي تتكرر كثيرا أتخيل بأني سأظل أكتب حتى أشيب، أتخيلني تعبت من النقر على لوحة مفاتيح أو شاشة فأنقلب إلى مكتب تحت مصباح وحيد ينيره دون الغرفة، ثم أنقلب إلى الشرفة ممسكا بغليون ناظرا إلى السماء أقلب الطرف فيها وأناجي النجم راسما به لوحة، وربما في لحظة أبكي. الدمع وسيلة أخرى أرق من الكلمات. الإثنان يخرجان من مشكاة واحدة. هذا الخيال قوي جدا لدرجة أني أستغرب حالي في المضي لأمر آخر بعد أن أكتب كلمة أو أكسر خاطري مرة أخرى بعدم الكتابة. أسأل: كيف يمكن للرغبة أن تسيطر هكذا؟ هل هي الرغبة حقا أم شعور آخر نقي أو متفرد..! لا يمكنني القبض على وصف دقيق للأمر، وعلى كل لا يهم. طيب، ما الذي يمكنني قوله؟ هل أستدعي ناي من الذاكرة سمعته مرة من عابر؟ لم يكن مجرد صوت ناي. كانت قصة كاملة. استغرب المستمعين لما أخبرتهم إياها، واستغربت أنهم لم يصغوا. قالوا: سمعنا، وليس مما سمعنا شيئا مما تقول! عجيب! قال الناي: مرت حسناء منكسرة مع غيمة لم تمطر، ومضت تبحث عن مأوى ولما قدم إليها أحدهم مسكنا قالت ليس هذا المأوى الذي أرغب وأشارت إلى صدره ثم حبست أنفاسها وأك...
 إلهي.. ما الذي يحدث لي؟ لم توقفت عن رصد شعوري بكلمة؟ لقد أصبح الأمرُ عسيرا على مخيلتي بأن تلتقط عنقودا يتدلى من حب ورغبة وبغض وألف ملاحظة وألف ألف من التفاصيل! رائحة القهوة التي لاتفارق أنفي، ومذاقها الثابت على لساني، وناي يسأل ووتر يجيب، وقلق مستمر متزايد ونظرات للخلف ولقابل الأيام! أفقدان إيمان هذا يارب؟ هل انشغالي بقابل أيامي ومن أعول قلة ايمان وسوء معتقد؟! ماعساي أفعلُ وأنا وحيد رغم كل هؤلاء؟ كانت الكتابة ملجأي لا لأني لا أثق بأحد حولي! لكن لفرط الحرص على الآخر فألجأ للكتابة -لي- حتى لا أرهق غيري بما أظن وبما أفكر. يكفيني أنا كمواساة وهدهدة، وكسلامة للآخر. لكن الكلمات عصية. أحاول أن أحيكها من خيوط عديدة ولا سبيل يارب.. لا سبيل! فتحتُ كتابا بل اثنين وثلاثة! فتحت معجما.. نظرتُ إلى أولادي فحضرت بمخيلتي كل من لا أب له! تأثرتُ جدا وشعرتُ بمسئولية تجاه أطفال العالم، لكن الكلمات خذلتني أيضا. لولا تعظيم يارب للكلمة والقلم في كتابك الكريم لسببتُهما الآن غضبا حتى أفرغ وتنتهي كل هذي الطاقة التي تحك روحي. أنقر على لوحة المفاتيح بسرعة وغضب. أخطئ في حرف فأعود لتصحيح بهدوء. ألا يجب أن ألتقط ...
  هلا، أكتب الآن هنا وهناك. حيث الكثير هناك، ولا أحد هنا. لا أحد. ثمة أمور لا يمكن لأحد أن يقولها أو يحكيها. ثمة أمور عصية على القول لا يستطيع المرء أن يقبض على طرف كلماتها! لكني سأحاول.. تطاردني أمنيات عدة وأحلام معلقة منذ ألف ألف ويزيد. يوما ما يا أصدقاء سيكون لي أجنحة، وقدرة على التخفي وقتما أريد. ويوما ما أيضًا سأخلد للنوم وأنا غير قلق من عطل الكهرباء المفاجئ، ولا من تسرب الغاز الذي يجعلني أضطر كل ليلة إلى النظر للموقد. يوما ما سأقبض على حلمي قبل النوم مع ما أقرر فعله بالغد، وسأودع كل هذا برأس طفلي الصغير. رأسي تنفجر كل دقيقة بعد ترتيبها. رأسه رقيقة ككفه و بيضاء كأمنية طير. يوما ما وأنا أبكي متأثرًا بصوت الشيخ عبد الباسط سيكون بالقلب جلال تجاه الله لا خوف ولا ندم. فعبادة الرجاء هي الصورة الأسمى. لا أود حينها وأنا أتذكر أصدقائي وأحبابي واحدا واحدا أن يكون أحدهم قد خذلته، ولا أن يكون بشدة وأنا بعجز عن المساعدة. أريد ان أكون نبيا.. لا لا، الأنبياء يتعرضون للأذى. أريد أن أكون ملاكًا! هل تسمع الملائكة الناي وعزف والوتر؟ وهل يتأثرون بهما؟! طيب أريد ألا أعرض المساعدة وحسب؛ بل أريد إنف...