التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٤
 مرحبا. أنا مصطفى. أريد أن أكتب شيئا حقيقيا وصادقا. ابتدرتني اليوم بالعمل جملة شعرت معها بوجوب الكتابة فورا. ومن يعرفني يدرك أن الكتابة هي فعل الاعتراض وصرخة الوجود عندي، ومن لا يعرف ذلك فهو لا يعرفني حقا. كعقاب على عدم تدوينها من فوري؛ هربت الجملة هروب الفرح من بلادنا. سأنام الليلة وبي حزن زائد على هروب جملة، وثقل آخر يزداد. أتعجب من سعة الإنسان لكل هذه الأحداث..! وإن كان هذا حال من هم في رخاء مثلي وأقصى أحزانهم أنهم يتابعون أخبار إخوانهم عبر الشاشات، فكيف بأصحاب الألم أنفسهم؟ أحيانا أزعم أن كل ما أفعله هو هروب من العجز تجاه الأحداث. لكن من ناحية أخرى يبدو كأني أزين لنفسي فعلا خسيسا. نعم، من الخسة قول أي شيء لا يدفع أذى، أو يوقف ظلما، أو على الأقل يطلق صرخة حقيقية وصادقة.  إلا إذا كان كاتب الكلمة به خصلة من نفاق فيظن أنه على شيء وهو على صهوة جواد الوهم، ويقول أنه حزين وحزنه بسبب معنى، وهو في الحقيقة تائه. ليس هذا كله بسبب خصلة واحدة..! بل لعلها خصال. بالمناسبة، أنا أكره حينما أجدني أتكلم واصفا فعلي بأنه كتابة، وبأني كاتب. أنا لا أحب هذه الصفة، وليس ذلك من باب تواضع مزيف أو حت...

نزف ..

(1)  أين يهرب المثقل؟ وهل يمكنه أن يتخفف قبيل المضي إلى وجهته؟ كيف يصنع من نفذت منه الكلمات، وأمسى يستعيرها من الآخرين. يا للمعاني الزائفة..! لقد قتله إدراكه لذلك الزيف..! نقف دمعة دونما معرفة سببها، فيجري على لسانه قول الشاعر: "أريد أن ألعب، أمعقول أن أجوب كل هذه المدن ولا أجد لعبة؟" فيستبدل اللعب بالبكاء، ويفقد روحه. تقول الحكاية الأسطورية: لكي يمكنك الخلود عليك أن تمزق روحك إلى قطع عديدة، وتمزيق الروح يكون بقتل روح أخرى..! أصبح يشعر بأنه يمزق روحه بقتلها..! فلن يخلد، ولن يعيش بروح سليمة. ماهذا الكائن المشوه الذي بات يملكه؟ تشوه الكائن الذي طوال عمره يبحث عن شيء واحد فقط. ظن أنه أوشك على امتلاكه، لكن تفلت منه وهو شاخص البصر عاجز،  فازداد ثقله مع مرور الأيام. (2) لكم أتمنى لو أنني ما لجأت للكتابة. أنا لا أحتاج لها. اكتشتفت أن اكثر ما كنت أحتاجه وأريده حقا هو فعل وأثر أدفع به ظلما أو أضع به عدلا، فكانت الكتابة وسيلة لذلك، ثم أصبحت وسيلة كل شيء. ثم أصبحت مع تبدل الحال ومرور الأيام إلى المنفذ الأهم. نعم، أراحتني كثيرا، ووجدت نفسي فيها أحيانا، إلا أن أفضل تعبير قمت به يوما كان إ...
 مرحبا. أنا الآن أعزف على لوحة المفاتيح. ولتقريب الصورة فأشبه ذلك الذي يكتب على أصابع البيانو. أنا أعرف هذه الحال التي أنا عليها. لقد أتتني منذ سنوات ست. الأمر على التقريب للأصدقاء القدامى. ولا أدري أكانت أيام خير، أم كان تحت رمادها رضيع للغضب فكبر الآن وبدأ يتخذ مجلسا ويصدر صوتا..! ولأن الأيام تغيرت، والناس تبدل حالهم، ومضى كثير من الأحبة في طرق تتباعد عن طريقي. وأنا كما أنا على نفس الطريق. أسير فيها دون ملل وبصبر أيوب. فلهذه الاعتبارات أولًا أراني لا يجب أن أسلك نفس السلوك القديم. فلا أكتب كثيرا ولا أخبر أحدا عن بيت الشعر الذي يبكيني، ولا القصيدة التي تؤرقني. فأي امرؤ الآن ولو فهم الكلام وصدقه سيهتم بأن غريبا لا يبكي إلا في خلوة لسماع آية، أو أبيات الغزل في مقدمات قصائد البردة، ويذوب مع المؤنسة ويرق لها؟! قد يعتبره البعض ذو جنة لو زاد من الخبر عن الصديق الغائب، والغريبة التي مدحت يدا كتبت كلمة، والكتب التي قرأها فزرعت فيه الشوق والشوك..! هامش/ من لا يمكنه أن يرق للبيت: لولا الهوى لم ترق دمعاً على طللٍ  ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ أمضي منذ أيام أنقب الصفحات، وأفتش ...
 إلى الصديق السائل عن الناس والدنيا والحال: لا بأس. هذه هي الدنيا. دار نكد، والإنسان خلق في كبد. لا شيء فيها يسر كقاعدة، وبالطبع ثمة ما يشذ. لكن الحكيم لا يبني أفعاله وتوجهاته على ما يشذ. والناس؟ بئس الناس. قلما تجد من يعتبر واحدا في غمار الناس، ولهم حقوق كما له، وأرواح تشعر وتتأثر وهو ملزم تجاههم بشيء. لقد ابتلينا في أيامنا هذه بأناس -أصبحوا هم الأكثرية يا للأسف- لديهم شعور دائم بالصواب في معتقدهم وأقوالهم وأفعالهم، مما خلق لديهم شعور دائم مسيطر بالاستحقاق. يرى نفسه محقا على الدوام، ومميزا عن غيره، ومحق في رأيه واختياراته. نجاحاته عين الصواب وشهادة على بؤس وظلم العالم إن لم يلتفت أو يهتم له، وهزائمه هي من مؤامرات وابتلاءات الدنيا...! بل قد يرى سلوك ذويه حق مطلق ودليل صحة. هل يمكنك أن تتخيل اثنين لديهم هذه الصفة وهذا السلوك يتحاوران؟! قلبي عندك وخالص تعاطفي...! أنا لا أدري -حتى الآن- الأسباب الكاملة وراء هذا السلوك، لكن عدم وجود قناعة بحق الآخر ومرجعية في الأمور التي نختلف فيها أمر برأيي هو أهم ما يجب أن يبحث فيها الناس، لأنه يا للأسف لو لم نحل هذه الإشكالية اليوم قبل الغد فالمأساة...
 الكتابة على شكل رسالة دائما ما كانت أكثر الأشكال التي قلت فيها ما أريد. وأقصد بذلك ما أكتبه إلى أحد، وليس تلك البادئة بـ: عزيزي فلان. وبحقيقة الأمر، فإني دائما أكتب إلى أحد بعينه، وإن لم أجد أخترع واحدًا أبثه كل ما أريد حسب حالتي المزاجية. في العادة تكون الحالة عنيفة، إذ أنني لا أجد حاجة في الكتابة طالما أن الأمور هادئة..! فما نفع التواجد على شاطئ لا موج فيه؟! وإني منذ عشر أريد أن أكتب. وإن أردت الدقة؛ أريد أن أكتب رسالة..! وإن أردت الحقيقة والدقة التي لا انحراف معها؛ فإني أريد أن اكتب كلاما محددا ومعلوما. لعلي أتردد فقط فيمن أوجه له الكلام. ولا يأخذنك العجب، فليس معنى أني أقول ذلك، أني أعرف ما أريد قوله ولا أعرف لمن..! قد يكون هذا تضليل وخداع، فارض -إذا سمحت- بما هو قائم. ربما أكتبه لنفسي كأكثر ما فعلت. وربما أودعه دفتري فيبقى حبيس صفحاته مع ماسبقه من كلمات حتى أموت، وربما يبقى إلى الأبد، لكني قلت حتى الموت لأني بالطبع لا أعرف ما سيسري على الكلمات بعدئذ. ولعلي أكتبه إلى صديق ممن أكرموني بالاستماع غير مرة، لكن الحياة علمتني أمرًا وارتضيته، وهو ألا أطمع في كرم أحد غير الله. ولعلي إ...

ظل النديم

  أخيرا وبعد طول انقطاع قرأتُ كتابا. الكتاب: ظل النديم. المؤلف: وجدان العلي. . كتاب ماتع، وله تأثيره الخاص في نفسي. وتقييمي هذا ليس من حديث الكاتب عنه أو استعداده له، فهذا امر لم أقف عنده كثيرا ولا يشغلني. أضاف لي الكتاب الكثير سواء من معرفة طباع وسلوك وتوجيهات للأستاذ محمود شاكر رحمة الله عليه، ومنه ما وقفت عليه في نفسي ومنه ما عزمت على بعض الأمور بسببه. بالإضافة إلى هذه الطائفة من الكرام من كتاب وأدباء وعلماء شملهم الكتاب بالذكر. أعجبتني فصول الكتاب وتوزيعها، وكنت أرغب لو كان ترتيب الباب الثالث ترتيبا زمنيا، فيكون البدء بالمقابلة او الحوار الأقدم ثم الأحدث فالأحدث وهكذا. جهد الكاتب بالباب الأخير مشكور، ومما قد أعود إليه مع الاطلاع على باقي أعمال أستاذنا رحمة الله عليه. وأضاف لي الفصل صورة أخرى كانت خفية عني أيضًا. ولو كانت خاتمة الكتاب (بعض الذكرى) مرتبا أيضًا زمنيا فتكون البداية بالصور في حداثة سن الأستاذ وتتبعها، لكانت أوقع، كما وددت لو كانت الصور تأخذ مساحة أكبر فتصبح بجودة أفضل. كتاب جميل، وأنصح به. --------------- من أكثر ما بذهني حاليا من الكتاب هو نقل قول للإمام علي رضي ال...
 مرحبا. لولا تتبع التفاصيل ومراقبة كل كلمة والبحث عن بديل أكثر مناسبة، بل البديل الأنسب لكنت كتبت اليوم نصا طويلا، وربما فيما قبل ألف نص فيما لا يزيد عن عام. مثلا أردت أن أقول الآن كلاما على سبيل (الرغي) كالعادة. ووجدتني أبدأه: يعرف العديد عني أني لو سألني أحد عن أي الكتب مما قرأت تأخذها معك برحلة مطولة؟ فكنت لأجيب: وحي القلم للرافعي، و بلدي لرسول حمزاتوف. جملة واضحة وتعطي المعنى المراد، لكني مهووس بالتفاصيل. فأضفت أولا بعد كلمة العديد (من الأصدقاء)، فتصبح الجملة أكثر واقعية لأن العديد وحسب تفيد جمعا أكبر. ثم قلت لا لا.. من الأصدقاء أمر عام أيضا، لأنه فقط الأصدقاء القراء وليس كل الأصدقاء، ثم تراجعت أكثر وقلت لعله ليست كلمة (العديد) مناسبة، لأني ربما توهمت كثرتهم نظرا لأن من تخيلتهم يعرفون اثنين على الأرجح، وربما ثلاثة.. ولأني أحبهم وأظنهم يحبونني فعظم الحب عددهم وجعلهم كثرة. توصلت إلى جملة أخيرة وقلت: يعرف البعض أني لو .... ثم توقفت وقررت ألا أكمل، لأن أمرا آخر بزغت شمس قلقه وبدأت أفكر في تأثير كلمتي المحتملة على صديق محتمل قد لا يكون بين الأحياء ويعتقد أني سآخذ وحي القلم، و ثلاثية...