التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢١

رغي - 25 سبتمبر 2016

 (1) صباح الخير .. كان بودي أن أكون معكم أطول وقت ممكن. لكنني لم أعد قادرًا بعد على الملاحظة. هناك تعب عظيم يصيب الروح جراء متابعة كل هذه الأحداث. شبنا، وشاب الأطفال. كأن يوم القيامة الجمعة القادمة أو التي تليها. كان بودي أن أغير وأن أصنع شيئًا يمكن لأحد أن يتكئ عليه في مسيرته. أنا الآن ظل لاتلتقي قدميه بقدمي. ظل يسير منفردًا. ودعني، وارتحل. تركني مع كل احاديثي. مع ذكريات حزينة ومعاصي عديدة، وإخفاقات متعاقبة، والأحلام المتتابعة، والحبيب الأول، والقلب المثقوب. وأنا الآن مقيدٌ أنتظرُ من/ما يحل وثاقي. #رغي (2) مرحبًا يا أصدقاء .. هل أخبرتكم عن أنيابي، ونواياي السيئة، وسبابي المتواصل؟ طيب هل أنتم أم غيركم من أخبرتهم أنني حمل وديع، كان يطيع كل من له أمر أو اشتبه الأمر علي أن له؟ هل أنتم من أخبرتهم أني أقصر شعري كل أسبوع، وأشذب ذقني كل يومين؟ أم أنتم من أخبرهم أنني أحلق مرتين في العام، وأحلق لحيتي بإستمرار؟ جاري الملتحي، وعلى عكس توقعي دائمًا مايقابلني مبتسمًا. أدير الغناء ببيتي، وأرفع الصوت حتى يتسنى لي السماع بينما أتجول في الشقة. لا أدري أي الفريقين أنتم. لكن لا أنتم، ولاهم أخبرتهم با...

إلى أحمد كساب - 25 سبتمبر 2018

مساء الفل .. وعدتك أن أرد عليك هناك، وبالفعل دخلت، لكني شعرت برهبة. كأن المكان أصبح غريبًا، تخيل في دقائق بسيطة نسيت الهدف من الدخول وانسحبت لداء الإسكرول ومضيت أفر من منشور لصورة إلى فيديو، ولما انتبهتُ حمدتُ الله قبل أن أضغط أول تفاعل. هذا الأسر يجب أن يمضي كما هو مخطط له. أسبوع من الآن تقريبًا وأنا لم أتصفح تلك الصفحات. فتحت الماسنجر مرة أو مرتين، لا أذكر واستقبلتُ عددًا من الأصدقاء أتساءل ما الإنطباع الذي سيأخذونه عن هذا الحساب الصامت؟ هل يتساءل الناس عن الميت؟ في مرة منهما، استغربت صورة غلافي الداعية إلى الأمل: "ولسه قلبه لم يتعب من المشاوير"، لا !! قلبي تعب. مسحتها، ولولا شاكر في الصورة الشخصية لحذفت إبتسامتي المصطنعة هناك. رأيت ماكتبت وماكتبه عبد الله ! يا إلهي هذا كلام طيب، والتعليقات عليه طيبة، لماذا لم أرد؟ لما لا أتفاعل مع الناس وأقترب؟ منذ صغري يا أحمد وأنا أهرب وأفر وأمضي إلى نفسي. ربما أضع "الهروب" مع " الإنتظار" كعنوان لحياتي. أبلغ الناس غن استطعت عن بالغ إمتناني والله لما قالوا، وليدعوا لي ! لم أتجرأ على مطالعة الرسائل، ولا الإشعارات .. شعر...

من أحمد كساب -24 سبتمبر 2018

  أتعرف يا صديقي باتت رسائلك طقس الفرح المنتظر يوميا يا مصطفى. أقرأها مرات ومرات، أجرب لعبة نقل الكلمات فيها أضع هذه مكان تلك وأجرب الكلمة في أول السطر وآخره ثم أقول لا، ما كتبه مصطفى أفضل مرات، ربما يأتيه وحي.. وعدتك أن أكتب لك ردا على رسائلك، ولكن كالعادة أضع ما وعدتك بجوار الوعود الأخرى على رف الزمن، وعد كتابة رواية لآدم، وعد الكتابة لروح أختي هل أخبرتك اسم الرواية التي بدأتها من سنين ولكن قرب الوجع جعلني أهرب منها؟ كان اسمها حياة بين نعشين، الحياة الممتدة بين نعش الأم ونعش الأخت تقريبا ربع قرن، في الجنازة يا صديقي كل ما كان يشغلني كيف كانت جنازة الأم؟ كيف حال المدركين وقتها، كنت ابن سنتين ولا اعرف، ولكن شعور البحث وراء هذا المجهول يملأ مخيلتي دوما.. لا أعرف سببا للكتابة لك غير أني أحبك وأحب اسمي بجوار ما تكتب، أحببت كثيرا أن ناديتني باسمي أحمد، ذلك الاسم التائه دوما بين كساب منذ صغري حتى جاء الصغير آدم فصار اسمي أبو آدم أو آدم.. أتعرف يا صديقي أنا تائه مثلك، أبحث كثيرا ولا أصل أحب الصمت وأحب الكتب والشاي، لو شئت أسميتني الراقص مع السلم على غرار الراقص مع الذئاب، أنا خريج الحقوق...

الرسالة، ذلك الوهج - إلى عبد الله عثمان 24 سبتمبر 2018

  الرسالة ذلك الوهج الذي ينير عتمتنا، أن يكتب لك أحدهم من حيث هو، من تلك الديار البعيدة، أن يبوح لك بسر أو يبعث لك شارة، أو يرسل لك مودة، أن يخصك ويضع إسمك بين كلماته المعبرة الصاعدة من روحه، هو ليس مضطرا إن كان مجاملا لذلك، فما بالي وبالك برجل يكتب في درجة الصفر، يسبح مع الأنوار العليا ويدون أحاديث النجوم بقلمه، ينساب مع لحن متدفق وحكاية لا تنتهي متعتها وسؤال لا يكف عن طلب الخلود وأن يعرف، حين يخصك برسالة يقول مصطفى درويش " زي الهوا يا حبيبي .. زي الهوا .. ماسك الهوا بإيديا " احترتُ كيف أبدأ الكلام. أنهيتُ كتابًا منذ قليل، وأشعر بأني متخم بالكلمات والمشاعر. تعرف وليس هذا إدعاءً ما أو فخرًا مثلا .. لا لا، إنه مجرد واقع لي. يمكنني ان أظل أكتب وأكتب حتى التعب. الكتاب الذي أنهيتُه منذ قليل مزيج من الحكاية والنقد وتفاصيل النصوص. تعرض الكتاب لبداية النص، لذا ربما بتأثر ما فكرتُ في البداية؟ لا أعتقد، فإنني ومنذ القدم لا أريد فقط سوى البداية. فقط تحضر هذه المقدمة وستجدني بعدها قطارًا لايقف. الآن فقط عددت العديد من الفقد لأن البداية فاتتني ! ثناء من مدرس، ورحلة مجانية، ونظرة في مكتبة...

مع الكتب مرة أخرى

  مرحبا، أو مساء الخير.. تذكرتُ صديقًا قال مرة أن افتتاح الكلام بمرحبا قول غير صحيح. لذا، فمساء الخير.. أنا مصطفى. تراودني الآن حالة من الرغبة للكلام. الرغي القديم ذلك الذي لم أجد صفة لكلامي أستتر خلفها سواه. مجرد كلام لافائدة منه. حاجة عنيفة لأن أقول كل ذلك دفعة واحدة دون توقف. تعرفون أني رتبتُ كتبي الفترة الماضية. كنت أعيد تنظيم قائمة الكتب التي سأقرأها قريبًا. لكني اليوم لمحت فاء الاخوة كارامازوف بأسفل لوح خشبي أضع تحته بعض الكتب التي قرأت، وبقيتها موزعة في أماكن أخرى. شعرت بحنين بالغ لكل تلك العوالم. الاخوة: اليوشا، ديمتيري، إيفان. تذكرت حالة الحزن المشفق الدائم التي لازمتني وأنا أقرأها. سحبت الأجزاء الأربعة، وتذكرت كل تلك الصور التي التقطتها للعمل، واكواب القهوة التي تناولتها معه. رفعتهم بالأعلى.. كان بجوارهم: وليمة للغربان، ورقصة مع التنانين من أجزاء عالم الجليد والنار. رفعتهما أيضًا محاولا تذكر اسم الجزء الثالث والذي أذكر أني قرأته ورقيًا. لساعة حاولتُ تذكر اسمه لكن لم أستطع. أعرف أن الأول: لعبة العروش، والثاني: صراع الملوك. هل هو بهذا الإسم؟ أظن اسمه صدام الملوك. الثالث ذلك...

راء

  أيقظتُ أهلي ياليوم لأول يوم دراسي، وظللت أتلاعب بالألفاظ بين الغفوة واليقظة لما أعجبني ندائي على ابنتي: إيثا. وهو حرف موسيقي عندي، ووجدته قلب الإساءة إسراء، وقلب الود وردًا، وتذكرت أني سأعود اليوم للعمل بعد إنقطاع بسبب المرض. فجاة شعرتُ بأن الثقب بداخل قلبي اتسع، خاصة عندما تذكرت مشهد إنقطاع أنفاس "جون سنو" في معركة اللقطاء وأنفاس "كابتن ميلر" في إنزال نورماندي ! من يحذف لنا الحروب من قواميسنا؟ من ابن الكلب الذي كتب الراء في منتصف الحُب؟ حرف الراء الذي أحبه كاللون الأزرق تمامًا خذلني ! "رعشة" تصيبني الآن، وتلاشي للجمال الذي رأيته من حقل جدي بينما المساحة الخضراء أمامي ممتدة كأنها الجنة الموعودة ! إن حذفتُك أيها الراء من "شجرة" سأتذكر المرة التي جُرحت فيها برأسي فانقطعتث عن اللعب وتبارى الناس في تضميد جراحي ! أنت في جراح أيضًا ! عجيب، أين سأهرب منك؟ وفي الهرب كذلك ! هذا أعجب، ربما .. لا لا .. لن أكتب أمرًا / شيئًا أنت فيه. *نشرت المرة الأولى في 18 سبتمبر 2018*

فاتني أن أكون.

  مساء الخير .. أتعرفون ما الذي فاتني وأنا صغير؟ كثيرُ قد فاتني والله يا أصدقاء. فاتني ان أتعلم ركوب الدراجات، وأن أقول لا، وأن أتشاجر، وأن أدق أجراس بيوت الجيران وأجري، وأن ألعب حتى أصل آخر الشارع من جهة الجنوب، تحديدًا من الصيدلية حتى الزاوية، فيفرقنا أصحاب البيوت هناك بالسب حينًا والتوعد حينًا آخر، قائلين: العب عند بيتك. أبناء الجيران كانوا يلعبون. أن لم أفعل. لا أعرف لما. ربما لأنني حرصتُ على أن يسبني أحدهم، فأصير ولدًا غير صالح جلب لأهله السب. وربما لأنني كنت أخاف. أخاف أن أجري فأقع، أن تتسخ ملابسي، أو أن أعرق فأضطر للإستحمام بالماء البارد، أو ربما وهذا ظني أن أعتاد الفرح والمرح ! فاتني أن أصاحب احدًا، وأن أتخذ من بلدتي صديقًا صدوقًا ملازمًا لي منذ الصغر. ليس ثمة أحد. لدي الكثير من الأصدقاء لكن هذا الذي كظلك ليس هنا. أتذكر في صغري أني قرأت قصة أبو ذر. أعجبتني. عاش وحيدًا ومات وحيدًا. لما كبرت قليلًا اتخذتُ الكثير والكثير من الأصدقاء. لكن فاتني ذلك في الصغر. أيضًا فاتني أن أكون جريئًا مثل أخي الأكبر، وأتحدث إلى الفتيات بثقة. وفاتني أن أكون مثل الأوسط فأتحدث إليهن بخجل ! كنت دائ...

رسائل الظل - 1

  إلهي! أي سحر تفعله بنا الكلمات؟ صدق من بُعث بجوامع الكلم! نعم.. إن من البيان لسحرًا! أين صادفتُ هذه الجملة أيضًا؟ نعم، تذكرتُ.. في الحوار الأخير الذي دار بين هاري بوتر والبروفيسور دامبلدور.. الكلمات لها نفس تأثير السحر. "نحن رواد الظل يا مصطفى" يأسرني كلام من يكتب اسمي. ولو كان في غير قصتي، ولو كنتُ غير المعني. أنا رجل يأخذ كل كلمة على غيره كأنها له حتى يعيها، فما بالكم بما يرسل إلي خاصة؟ رواد الظل! أن أفتح عيني اليوم على هكذا قول وأفتح صندوق بريدي فأجد هذه الجملة في المقدمة. مفتتح ما رأيت، لكنه ختام ما تم إرساله! كيف شعرت بهذا الكم من الرسائل والذي يختم بقول مثل هذا؟ أظن أن لفظ القدر أفضل من الكم.. إن جملًا مثل: نشرب نخب الحزن كل ليلة.. السكوت لو تعلم أقوى لهجة احتجاج! ها نحن ننادم الوحدة كأننا أشباح لا ترى.. هذي كلها وغيرها لا يصح لأي أحد أن يعتبرها كمًا ما! هي مما له قدر ومكانة. ثم في ظل سكرتي المتتابعة هذه.. أقرأ من النهاية للبداية، فأسكر أولًا، وأقرأ من البداية، فأسكر اخرى.. ثم أضيع تماما! إلهي.. لو لم تكن الكلمات أهم شيء خلقت لما كانت بالصحف التي نزلت على الأنبياء تتر...

شذرات قديمة، وتعليق عبد الله عليها.

  حذرني الطبيب من كثرة تناول القهوة وإطالة النظر في السماء وإضاءة الشاشات العالية وقراءة الشعر والإستمرار في الخيال، ثم اقترب هامسًا: ولا تسب الحكام. ونسي مكوثي في اللحن التركي، وآهة امرأة في مونتاج فيديو قديم عن ذل العرب، وقلب لم نسكنه وقلب سكناه ولم ندري، وجسد هزيل، ونسيان ماحفظناه، وقائمة من الفقد، ورغبة كامنة اشتعلت في القلب ذات ليلة عند الذهاب للنهر بعدما قصت علينا الجدة حكاية النداهة الحسناء. ولاحقًا أخبرني نفس الطبيب أن الجراح منشأها النفس، وأن الغياب أفضل علاج، وأن ثمة غيمة تحمل بوحًا وفرجًا وأغنية وتوبة ستمر فوق أرض قاحلة بعد موسم جفاف وستقف فوق خيمة، وستمطر شريطة أن تكون هناك، فانتظرها .. ===== نحن لا ننسى أوجاعنا. نكبر بسرعة. نسير في هذه البقعة من الأرض محملون بمشاكلنا الفردية وبالهم الجماعي. فلا ننجز الأول ونلقى حتفنا في طريق الثاني. تأتي أوقات ننشط ونهرب ونبادل الناس الحب حتى نحاول التغلب لفترة تمكننا من المسير، ثم تعقبها أخرى يجتمع فيها شفقة على الغير، وحزن على مامضى، وتوقف عن أي فعل آدمي وردود أفعال لاتؤمن، فلنوذ بالصمت والفرار والوحدة والكثير الكثير من سب كل شيء ! =...

تذكرَ ليلى، وتذكرتُ روايتي.

  كان بالوتر حزن كالعادة، وكنت أرقب الساعات لاأريدها أنا تنقضي. إنني رجل مسالم يخشى قابل الأيام من قليل ماحدث في ماضيه القريب. بجانب الوتر امرأة تنوح. تجاريه، أو أنه هو الذي يجاريها ! في الوتر سر لم أعرفه بعد. سمعت مافعله به فريد وعبد الوهاب وعرب وعجم ولازلتُ أقف عند سماعه كمجنون بشعر مجنون ليلى ! واسم ليلى موسيقي بطريقة مدهشة. ذات مرة أعددت فكرة رواية بأن باحثًا نقب في التراث والدراسات ليثبت أنه لا قيس هناك ولا ليلى، وكان سيجعل من قصيدة قيس "المؤنسة" عناوين فصوله فيبدأ بـ: تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيامَ لا نخشى علي اللهو ناهيا ويختمها بـ: خليلي إن ضنوا بليلى فقربا ليَّ النعش والأكفان واستغفرا ليا لم أكمل. أصلًا لما أكمل؟ لو أكملت لجننت وباحثي. والعالم أحمق لا يعرف أن جنوننا المنتظر هو العقل بعينه. تطيب الحياة لمن لايبالي. الآن عرفت لما لاتطيب لي. أنا أبالي بكِ بخطوك، وبمواطن ذكركِ، واسمك الموسيقي، وتلك النظرة، وذاك الدلال، وضربك الوتر في حفل ضم من الناس جمعًا كأنهم حاشية وهامش على متن آهات ونغم وسحر دفين. علامات تركيزي وإنتباهي تتلاقي مع القهوة والموسيقى والحفلات الق...

ماذا يحدث لنا؟

  - ماذا يحدث لنا؟ يتساءل صديقي كريم. ويخبرني أحمد أنه ينوي ان يكتب شيئًا أنا فيه، ولما كتب عبد الله عن صديقنا الغائب جعله في قلبي. وأنا الآن بينما أفكر في سؤال كريم مجردًا من باقي منشوره أقول: من نحن تحديدًا الذين يقصدهم؟ أقاوم النعاس. لكن كيف سأقاوم الوجود وكل هذي التفاصيل؟ في الصباح يكتب صديق عنها بسبب النعاس قد نسيت كل ماحدث قبل ساعة فنسيت اسمه، ومنذ دقائق أطالع صورة بها تفاصيل أخرى. من انا؟ هل أذكرني؟ بداخلي إنسان يسمع ام كلثوم ويلومه الأزهري على مافرط، وأيضًا ذلك المحب للناس والذي قرر أن يقاوم بعضهم ببعض، فيلتزم مجموعة ويبحث عن المشترك ويمضي، وتقول الست: ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا لو حملنا الأيام في راحتينا، وتخبرني زوجتي بأن ابنتي كبرت ويجب ان تتعلم الآداب العامة وتحفظ القرآن، ويخبرني انا المحب للظهور أنني ما أرسلت نصوصًا للأصدقاء على الخاص إلى لينقلوها عني، فيرد غيره: لا ! لستَ بهذا بهذا السوء، أنت لست سوى مقبل على الناس، ويراهم من بعيد رجل ريفي حصل على درجة عالية في التعليم يجلس على مقعد خشبي في قمة حقل واسع يستظل بشجرة توت ولايبالي بهم. تذكرت. صديقي الذي كتب عن التفاصيل هو...

ثلاث مشغلات

  اعلموا عني هذا: أحب القهوة، وعينيها البنيتين، ونظراتها الثلاث التي لم ألاحظ غيرها، الأولى المستكشفة والثانية المهتمة والثالثة الخجلى. ولازلتُ أقيم في حمرة خديها آنذاك. بعد فترة أتتني رسالة مجهولة المصدر مما فيها: لما لم تكتب قصيدة في مثلما قال أحدهم: كل القصايد من حنى عينيكي؟ ألم تلاحظ نظرتي المنكسرة لك حينما تخلى عني الزمان، وسلبني ما أملك، وظللت أنت، وخذلتني؟ *نشرت المرة الأولى في 9 سبتمبر 2017*

نجمة آخر الرعاة

  آخر الرعاة كان يضع على صدره ريشة طائر منقرض توارثته عائلته. كان يتجول مع قطيعه بناي وعصا من الغاب. لم يغني مطلقًا وحيد ياليل ولا يفتقد امرأة، لكنه لما رأى نجمة جديدة في السماء ذات ليلة شعر بوخز في قلبه ثم أطلق الناي دون ترتيب وسمع في الجوار عزفًا على الوتر متناغمًا مع عزفه، فسار إلى الصوت فوجد امرأة، ولما اقترب اختفت النجمة. *نشرت المرة الأولى في 9 سبتمبر 2019*

مشوش قليلا ومتردد أكثر

  مرحبا، أنا مصطفى.. لم أركب الجو ولا البحر. رؤية الطائرات تثيرني ورؤية العبّارات تقلقني. حتى المراكب في المرات القليلة التي ركبتها بالنيل في قريتنا مرة وأخرى في قارب صديق كنت أشعر بالخوف والرعب. لا أعرف السبب في الفرق بين الشعوريين. أنا عادة لا أعرف الكثير. كنت أعبر مرة المسافة في القناة بين بور سعيد وبور فؤاد. ارتعبت من تلك السفن الضخمة التي تمر بجوارنا وتحركنا معها وكنت أموت مع كل موجة تهدد ناقلتنا بين الضفتين. أيضا أميل للصمت عادة خاصة عندما لا أستطيع أن أقدم شيئا. ربما أهديك وردة أو أخبرك بنكتة أو بيت شعر أعجبني. قد أدلك على كتاب أو قصيدة أو شاعر غير مشهور. وربما أخبرك بطريقة عمل القهوة، وأقدمها لك. بالطبع ثمة من أود أن أعدها لهم لكني مشوش قليلا ومتردد أكثر. تقول الحكمة لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، لكني أنسى الكثير. أنسى رغم الإيمان! لعلني أكابر وأحاول الإلتصاق بالإيمان.. محاولة لو صح زعمي فيها لأطلت سحابة تصاحبها زوبعة الرياء. أيضا أحب أحيانا أن أتكلم إلى أي أحد. --------------- *نشرت أول مرة في التاسع من سبتمبر 2020*

رفاق قدامى

 (1) هالو .. هل من أحد هنا؟! السادة والسيدات رواد الليل. محبي إعترافات مابعد منتصف الليل... تعرفون؛ لم أكن في صغري وسيمًا، أو على الأقل سيدة السيدات لم تراني هكذا. مثلًا: حاجباي الكثيفان، وجحوظ عيناي، كان سببًا في أن أتوارى عند المرور على العذراوات. لكني قلبي كان نقيًا، وأساء الكثير الإهتمام به. المغفلون تركوه هكذا ليرتطم بالناس والأحداث ونشرات الأخبار وإمتحانات آخر العام، ودراسة الحمض النووي، ومسائل الوراثة والمواريث، وعلم الكلام، والملام، والحزن، والهجر، والفقدان والكثير الكثير من الخيبات. ورغم كل ذلك، لازال هناك بقية من نقاء لن تتبدل، ولن تمحى مادام ينبض. هل يمكن أن أُقبل بعد فوات الميعاد؟! نعم، لازال حاجباي كثيفان، وعيناي واسعتان، بل أصبحتُ أشعر بألآلآم في ركبتي، لكني أمارس الرياضة، والقراءة، ولدي قدرة عجيبة على كسب المزيد من العلاقات الإجتماعية، وفوق هذا كله أصبحت أمارس التفكير النقدي. صرتُ مجنونًا بسبب الأخير. لكن كان يمكن أن أكون مجنونًا لسببٍ آخر. (2) كان لخالي عضلات قوية عندما كان شابًا يحرث في الأرض. لم يعد يملك مثلها منذ أن بدأ في العمل بأحد المصانع. في يوم صممت ان أذهب ...

الطريق أيضًا تسأل عن الطريق

  أهلا برواد الليل. طبعا أهلا بآل النهار إن طالع أحدكم هذا والشمس تضيء الدنى. تعرفون.. مفضلاتي قليلة وبسيطة. لذا أكررها كثير، وأنتظر حالة الملل من واحدة فأخرى حتى أسأم منها جميعا ثم أضيف إليها الجديد. الجديد عندما يأتيني أتأخر في قبوله.. لا أقتنع بسهولة. تقتلني التفاصيل كل لحظة. مثلا؛ قائمة الكتب المفضلة معروفة منذ زمن ورغم ما يضاف إلى قائمة المطالعة إلا أن القائمة شبه ثابتة. وحي القلم - بلدي - وبعض الكتب الأخرى. أقرب قول؟ لن تنتظر كثيرًا.. لن أفكر سأرد مباشرة: - "لولا الخيال لانفجرت" أقرب بيت شعر؟ - "وأعظم ما تكلفني الليالي ** سكوت عندما يجب الكلام" أقرب قصيد؟ - معلقة ابن كلثوم، وقصيد ابن زريق، ونص ابن زيدون: أضحى التنائي بديلا. أقرب نص؟ - ريش في الريح لوديع سعادة. لا يمكنني أن أعدد أكثر من ذلك! إن كل كلمة تسحبني خلفها في محيط من المعاني المحتملة والكلمات البديلة وماذا لو أني قائل هذه أو أنها قيلت لي! أحمل قلبًا عجيبًا.. يهزه مثلا إن قيل: حمل حياته مثل لعبة معطلة. لكنه حاليا لا يتحرك للحادثات العظيمة! قد لايبالي لو سمع عن موت العشرات في حادث ولا يتحرك داخله قدر شعر...